وروايته تستند إلى أقوال موثوق بها. بينا ادعى جابر بن سمرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسس وبنى مسجد قباء بعد تشريفه مدينة العز المدينة المنورة وقال: قام النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة وشرف قرية قباء، وقال لمستقبليه من أهل قباء:«يا سكان قباء»، وبعد ما هيأ أهل قباء مقدارا كافيا من الحجارة خط رسول الله صلى الله عليه وسلم بحربته حدود المسجد الميمون وأمر بحفر أساسه، وحمل بنفسه قطعة من الاجرّ ووضعها فى المكان الذى سيتخذ محرابا، ثم خاطب أبا بكر الصديق وقال له:«يا أبا بكر خذ أنت أيضا حجرا وضعه فوق حجرى، ويا عمر احمل أنت أيضا حجرا وضعه فوق حجر أبى بكر، ويا عثمان ضع أنت أيضا الحجر الذى حملته بجانب حجر عمر ويأ ايتها الجماعة، ابنوا الجدران بوضع الحجارة حيثما تريدون».
وهكذا أمرهم بطرح وبناء مسجد قباء المقدس؛ انتهى.
ويفهم مما أورده جابر بن سمرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قد حضر وصنع أساس المسجد المذكور الذى سيتخذ المحراب المذكور وأن أهل قباء قد أكملوا بناء جدران وسقف المسجد بعد أن شرف النبى صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة، وبناء على هذا أقول يقتضى الحكم بصحة ما ادعاه سواء أكان أهل السير أو المؤرخون.
قد حضرت شموس بنت نعمان وضع أساس مسجد قباء وعندما أخذ النبى صلى الله عليه وسلم حجرا ووضعه فى المكان الذى سيتخذ محرابا وكانت تقول كلما تعرف وضع أساس المسجد المذكور: إننى أجلت النظر فى الصحابة الكرام الواحد تلو الآخر فى أثناء إرساء أساس مسجد قباء، وقد حمل النبى حجرا كبيرا وكان فى غاية الثقل كان ثقل الحجر يؤثر فى سرته المباركة؛ ولما رآه واحد من الصحابة الكرام على هذه الحالة قال للرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله فداؤك أبى وأمى، اترك هذا الحجر حتى أحمله عنك فقال له الرسول! لا فليحمل كل واحد منكم حجرا كبيرا حتى تكملوا إرساء أساس المسجد؛ لأن جبريل-عليه السلام-يرينى الكعبة المعظمة.
وأضافت شموس: من هنا أعرف أن مسجد قباء أقوم المساجد من حيث اتخاذ القبلة.