مسجد قباء وبمياه بئر أهل القلعة وفتحوا طريقا فى غاية الوسع والعمق. وكانت فى طريق المجرى الجديد بعض أشجار النخيل فلم تقطع ولم تقع فحفروا تحتها بعض الأنفاق وبنيت عليها عقود رصينة ومتينة.
ووسع المجرى القديم الذى كان فى غاية الضيق قدر مرور شخصين أو ثلاثة بجانب بعض وصنعت على غاية من المتانة وأنهى العمل بدون أن يتضرر إنسان.
فرطب جميع أهل المدينة ألسنتهم بالدعاء لوالد الخليفة كثير المحامد. وكانت المنافذ فى المجرى القديم لدخول المارين وخروجهم أقل مما يحتاج إليه، ولما ثبت أن هذا كان سببا من أسباب خراب المجرى فأضاف الموظفون عشرة منافذ من بئر على أغا إلى البركة فبلغ عدد المنافذ إلى مائتين وعشرة ويطلق بين الأهالى على هذه المنافذ قصية ولكى لا يمتلئ المجرى بالرمال التى تجلبها السيول أحاطوا كل منفذ بجدار فى ارتفاع ذراع معمارى على طراز حافة البئر.
وفى المدينة غير مجرى عين الزرقاء مجرى آخر لرى البساتين بالماء، ولما كان هذا المجرى أيضا بالغ الأهمية فقد طهر وعمق على القدر المطلوب.
وطول مجرى الماء العذب من بئر على أغا إلى باب القلعة ٥٠٥ ذراع معمارى ومن باب القلعة إلى مشرع البركة ٥٨٥٧ ذراع معمارى وطول مجرى الماء العذب الذى تسقى منه محلة الأغوات من البركة ٩٣٩ ذراع ومجرى الماء المر ٩٣٣ وطول مجرى الماء العذب من المناخة إلى باب السلام ٥٩٠ ذراع وطول مجرى الماء المر ٧٠٠ ذراع والمجرى المستقيم من مشرع البركة إلى المنبع القديم ٧٢٢٩ ذراع والمقنطرات لتقسيم المياه إلى الميلة الخالية من العمارة ٦٠٠ ذراع. وطول المجرى المحفور عامة ٢٣١٢٣ ذراع و ٧٢٩ ذراع من هذا المجرى الطويل حفر لسقى المساجد والآثار والمدارس.
والمجرى الذى ذكر طوله يحتوى على ٣٦ بركة وعينا وسبيلا عشرة منها فى مجرى محلة الأغوات. وأربعة منها فى مجرى باب السلام. واثنتان منها فى مجرى المناخة، واثنتان فى مجرى القلعة، وثلاث منها فى مجرى سيدنا على العرضى والباقى بالقرب من بركة مشرع.