العين الكبيرة. ولأجل رى هذه البساتين فى فصل الصيف يعتمدون على آبار قباء وقربان. إلا أن المياه تتكاثر فى الشتاء ولا تمس الحاجة إلى الآبار. والحدائق التى زرعت وتزرع فى تلك الجهات تنبت العنب والرمان والليمون الحامض والحلو، الموز، والخوخ، الكباد شمام الشجرة، والتين الأفرنكى والأشجار المختلفة ومن الأزهار الورد والفل والحبق والأزهار الأخرى التى تزين الحدائق والبلح الذى تثمره نخيل هذه الأراضى يرجح على جميع أنواع البلح التى فى الجهات الأخرى. وسبب ذلك عذوبة مياه قرى قباء وقربان، وإن كانت مياه قرية العوالى عذبة أيضا إلا أن أراضيها غير صالحة لإنبات الأشجار والأزهار وأراضى هذه الجهات صالحة لزراعة النخيل وشجرة النبق والحبوق المتنوعة وتبعد هذه القرى الثلاث عن المدينة خمسة أذرع وتستغنى أشجار النخيل التى تنبت هنا عن الرى وأكثر هذه الأشجار ملك عربان صيارين وجزء منها ملك أهالى المدينة.
يمضى عربان الصيارين الصيف فى هذه الحدائق وفى الساعة التى يأخذون فيها محاصيل البلح ينقلونها إلى بلادهم. وقد شغف الناس بزراعة النخيل فى أيامنا هذه فى هذه الجهات، ولو استمروا على ذلك عاما أو عامين على زرع النخيل، لاتصلت الحدائق بالسور الخارجى للمدينة.
أما إذا ما تحدثنا عن مياه الجهة الشرقية فنجد أن الجهة الشرقية للمدينة أرض صخرية ومن ثم يجرى ماء هناك إلا نهير وادى القناة، ويسمى هذا النهير مسيل حمزة ومن مجراه يتشعب أحد عشر جدولا، وبعض هذه الجداول جارية وبعضها الآخر نضب ماؤها وخربت مجاريها، والنخيل الذى فى الحدائق إنما يسقى بماء المطر كالأشجار التى تنبت طبيعيا، لأجل ذلك لا يستفيد أصحاب هذه الأراضى منها.
والأراضى التى بين الحرة الشرقية وسور المدينة لا تنبت زرعا، وهى أرض سبخة، وإن كانت فى الواقع فى هذه الجهة من المدينة أشجار مثمرة مثل أشجار