إبراهيم وجميع الصدقات النبوية وبعد ذلك يسيل ناحية قصر مروان بن الحكم ومن هناك إلى قصر بنى يوسف الذى فى بطن الوادى إلى المسجد المستقر فى بطن بنى حديلة عن طريق بقيع الغرقد وكرمة أبى الحمراء ويتحد فى النهاية بنهير قناة.
وشعبة من السيول العظيم الذى يتكون من اتحاد النهيرين مهزور ومذينب بعد أن يسقى الصافية وما حولها من الصدقات النبوية يمر عن طريق قصور من أطراف بقيع الغرقد ينصب فى وادى بطحان عن طريق الجدول الذى فتحه شيخ الحرم مرجان الزينى، وبما أن هذا الفرع من السيل المذكور يسبب خسارة للنخيل الذى حول البقيع الشريف حفر سالف الذكر مرجان الزينى جدولا وأنقذ حدائق النخيل التى حول بقيع الغرقد من طغيان السيول، وقد فاض نهر مهزور فى عهد سيدنا عثمان بن عفان-رضى الله عنه-بشكل مخيف وأحدث سيلا عظيما كالبحر ومخيفا حتى ظنّ أنه سيغرق ويمحو مدينة دار العز. وأراد عثمان بن عفان أن ينقذ الحرم النبوى الشريف والمدينة المنورة من هجوم السيل فأنشأ بجانب بئر مدرى سدا حجريا متينا وحول مجرى نهر مهزور إلى مجرى نهر بطحان، وبهذا أنقذ المدينة الطاهرة من هجوم السيل إلا أن ذلك السيل فاض مرة أخرى فيضانا مخيفا فى خلال سنة المائة الهجرية وفى عهد خلافة أبى جعفر المنصور فغمرت المياه الصدقات النبوية ثم هجمت على المدينة فملأت قلوب سكان دار السكينة بالهموم والغموم، وبناء عليه اتفق الأهالى على بناء سد، وفعلا استطاعوا بناء سد قوى متين فى مكان يسمى برقة وذلك بدلالة امرأة عجوز على عينها، وحولوا سيول مهزور، ومع ذلك فاض نهرا مهزور وبطحان ليلة الانتهاء من عمليات السد واقتحمت المياه قريتى بطحان والسّنح وغمرتهما فسببت خسائر عظمية لكثير من الناس، وخربت ما لا يحصى من المنازل وبعد ظهور السيل تراكمت واتحدت نهيرات العقيق ورانوناء وأذاخر وذى صلب وذى ريش وبطحان ومهزور وقناة فى مكان يقال له زغابة وكونت بحيرة عظيمة.
إن السيول التى تشبه البحار التى يطلق عليها أهالى المدينة السيول العوالى