قرية ضرية الذين كانوا حراسا للمرعى حتى عجزوا عن حراسة المرعى فخالفوا أوامر الولاة حتى إنهم أشعلوا نار الحرب ضد إبراهيم بن هشام المخزومى الذى كان أشد الولاة ظلما وغدرا والذى أعد ألف جمل فى كل لون وأراقوا فى تلك الوديان دما بدلا من الماء.
وبئر ضرية من مياه ديار ضباب قد مدح ذى الجوشن الضبابى الذى كان من شعراء الجاهلية ووالد قاتل حضرة حسين بن على أبى بن طالب-رضى الله عنه العين المذكورة بالقطعة الآتية:
دعوت الله إذ سقت عيالى ... ليجعل لى لدى وسط طعاما
فأعطانى ضرية خير بئر ... تمج الماء والحب التئاما
و «وسط» الذى ذكره ذو الجوشن فى قطعته المذكورة اسم جبل على بعد ستة أميال من ماء ضرية، ويمر حجاج القوافل من أسفل هذا الجبل، وفى أعلى الصحراء التى تسمى عسس التى تقع على يسار هذه الجبال ماء آخر ويعرف باسم «قنبع» فهو بين جبل وسط وصحراء عسس تجلب الفرح والسرور.
وعسس اسم جبل أحمر، وقد خلق هذا الجبل بشكل غريب مرتفعا نحو السماء فالذين يرونه من بعيد يظنونه رجلا ضخم الجثة جالسا.
ولما كان ماء ضرية تحت تصرف عثمان بن عتبة بن أبى سفيان فقد أنبت عتبة حول الماء كثيرا من حدائق النخيل وحتى يسقى هذه الحدائق سد فتحة النهر وجعل نهر ضرية فى حالة مضحكة، ولما انتقلت الخلافة إلى أيدى العباسيين ضبط العباسيون حدائق عتبة واستولوا عليها واستخدموها حتى انقراضهم.
عندما انقرضت دولة بنى عباس كانت زوجة الشخص الذى يتصرف فى ملك عثمان بن عتبة من قبيلة بنى جعفر بن كلاب المخزومى، وجاء مرة عمها ضيفا وبات على ساحل نهر ضرية طلب منها بعض الأراضى فتركت لعمها بعض