هذا الصوت؟ فذكرنا بالموضوع السابق فاستمعت إليه وفعلا يسمع صوت شبيه بصوت الطبل فتملكتنى رعشة من الهيبة واقشعر شعر جسمى وخرج من ملابسى كالإبر.
ولما كان الجو عاصفا ترددت فى الذى سمعته من صوت الطبل الملائكى وقلت يظهر أن العصا التى فى يدى تصدر صوتا بفعل اصطدام الريح بها فرميت العصا وحصرت سمعى حتى أطلع على حقيقة الحال، وكان صوت الطبل يسمع مستمرا من جهتى اليمنى ومنذ أن باتت القافلة فى وادى بدر إلى قيامها استمعت إلى ذلك الصوت سالف الذكر فحللت مشكلتى، ولا شك أن سماع تلك الأصوات غير مقدر لكل شخص.
الإمام القسطلانى «مؤلف المواهب اللدنية» من الذين سمعوا صوت الطبل المذكور إذ يقول المشار إليه فى كتابه كان ينتقل سماع صوت الطبل المعهود فى المكان الذى وقع فيه غزوة بدر الجليلة، فجربت الاستماع فى الحقيقة سمعت صوت الطبل، حتى إننى سمعت صوته عندما نزلت فى اليوم الذى نزلت فيه بدرا، ويقال إن كل شخص لا يستطيع أن يسمع هذا الصوت، وقد سمعه أيضا مؤلف تاريخ الخميس حسين بن محمد من ديار بكر، يقول فى تاريخه: أنا أيضا كنت مشتاقا لتجربة هذا الموضوع، وعندما كنا ذاهبين من المدينة إلى مكة المكرمة بتنا ليلة فى بدر حيث أقمنا فيها يوما وبعدما أدينا صلاة الفجر وصل إلى أذنى صوت طبل كان يوم الأربعاء من أوائل شهر شعبان من السنة المذكورة، وظننت أن ذلك الصوت يأتى من الجبل المرتفع الذى يقع فى الجهة الشمالية من بدر فأسرعت بالصعود إلى ذلك الجبل، مع أن مائة من رجال القافلة ونسائها استمعوا إلى الصوت، ولم أسمع فوق الجبل صوت طبل فنزلت إلى سفح الجبل، وبدأت أسمع صوت الطبل آتيا من تجاه ذلك الجبل، والذين سمعوا الصوت ظنوا أن الصوت آت من تجاه ذلك الجبل، ظللنا هناك مدة طويلة، وكان ذلك الصوت يأتى أحيانا من تحتنا وأحيانا من فوقنا وأحيانا من خلفنا وأحيانا من أمامنا أحيانا من يميننا وأحيانا من يسارنا.
وعندما استمعنا لهذا الصوت كان الهواء راكدا ولم تكن الريح تهب من آية