وعلى هذا بدأ المهاجرون الكرام فى الحفر من ناحية راتج إلى موقع ذباب والأنصار من ذباب إلى جبل بنى عبيد موقع منازل بنى سلمة وأفراد بنى دينار من محلة بنى سليمة إلى محاذاة منزل ابن أبى سلول وبنو عبد الأشهل حفروا إلى محلة منازل بنى حارثة التى تقع فى الطرف الشرقى من موقع ذباب وعمقوها.
وبناء على هذا التعريف أن الخندق المذكور كان فى الجهة الشامية من المدينة المنورة وهذا المكان يمتد من الحرة الشرقية إلى الحرة الغربية ولما كانت تلك الجهات محاطة بالمبانى والأشجار وجبال متسلسلة فهجوم العدو من تلك الجهة غير ممكن. وما زالت خرائب الخندق الذى حفر فى ذلك الوقت قائمة فالماء الذى جلب من قرية قباء قد أمر من داخل تلك الخرابة وأوصل إلى حديقة سح التى حول مساجد الفتح. وملئت حفرة الخندق وغرس عليها أشجار النخيل وأصبحت أرضها سطحا مستويا. ومن المحقق أن ٣٠٠٠ آلاف من الصحابة قد عملوا فى عمليات الحفر ولكن اختلف فى صورة الفتح. وبناء على أشهر الأقوال وأصحها أن النبى صلى الله عليه وسلم تحرك من المدينة المنورة بثلاثة آلاف صحابى. ونصب خيامه بين جبل سلع ودار السكينة حيث أقام وقرر بناء على عرض جناب سلمان ورأيه حفر خندقا عميقا فى المكان الذى يحتمل هجوم المشركين من جهته على أن يكون عرضه وعمقه خمسة أذرع، وفرق لكل عشرة أنفار من الصحابة أربعين ذراعا من الأرض، واستصوب أن يستعير أدوات الحفر من يهود بنى قريظة الذين كانوا فى حالة صلح مع المسلمين، وكما عرف أعلاه قد عرف كل قبيلة المحل الذى ستحفره بدءوا فى الحفر معا وأتموا الحفر فى ست ليال أو أربع وعشرين أو فى عشرين ليلة وكملوا.
وبناء على هذا الحساب أن طول الخندق كان ١٢٠،٠٠٠ مائة وعشرين ألف ذراع.
ولما تم حفر الخندق وصلت أحزاب المشركين وحاصروا المسلمين خمسة عشر يوما أو عشرين ليلة أو شهرا كاملا وأشعلوا نار الوغى. كما فصل فى كتب السير وفى نهاية الأمر عادوا منهزمين.
إن ما نقله جماهير أئمة السير وما كتبوه تحت عنوان معجزة الخندق الجليلة فى