أموال مطهر بن رافع المتروكة، وهجم أهل خيبر على عبد الله بن عمر ليلة ما على غفلة، ولأن ابن عمر نجا فى فترة ما وعاد إلى دار الخلافة إلى المدينة وأبلغ والده بما حدث؛ صعد حضرة عمر على المنبر دون تأخير وبين أن أهل خيبر قد تجرءوا على أذى عبد الله وقتل مطهر بن رافع وعبد الله بن سهل وتسببوا فى الخسارة وارتكبوا الفظائع وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى حق هؤلاء الملاعين «أقركم ما أقركم الله» وأنه قد وقت إجلاءهم من قطعة خيبر الفسيحة وأجبر المهاجرين والأنصار على تصديق قراره وقرر عمر لمردهم وعندما وصل ما قرره عمر بن الخطاب إلى خيبر جاء ابن أبى الحقيق إلى المدينة ومسح جبينه على تراب رجلى عمر بن الخطاب مهادنا ثم قال يا عمر، كيف تريد أن تنفينا وتجلينا من بلدنا وأنت تعرف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أبقانا ووطننا فى بلدنا فما سبب ذلك؟ وأنت تريد أن تتصرف خلاف الإرادة النبوية؟ فاستجوبه على هذا النحو. فقال له عمر هل تظن أنى نسيت ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم فى حقكم عندما قال «تستطيعون أن تبقوا الآن فى دوركم ودياركم ولكن كيف سيكون حالكم عندما تخرجون من بيوتكم ودوركم؟!» فقال له إن ما صدر من أبى القاسم كان من قبيل الهزل ولم يكن جادا فى قوله، ولما رأى عمر بن الخطاب أنه يستخدم فى حق النبى صلى الله عليه وسلم لغة الاستهزاء والسخرية قال له:«يا عدو الله، قد افتريت فجميع أقوال النبى صلى الله عليه وسلم قول فصل وليس بهزل وبناء على هذا قد أهملتكم ثلاثة أيام ما عدا دخولكم وخروجكم!».
وفى هذه المدة غادروا منطقة الحجاز من جزيرة العرب!!!
وعاد وقد تلقى هذه الإجابة وأعطى أمير المؤمنين سواء أكان أثمان أموال يهود خيبر أو نصارى نجران من فيافيهم كلهم إلى الممالك الأخرى ثم وزع أموالهم وأشياءهم بين الأصحاب.
والسبب الذى دعا سيدنا عمر بن الخطاب-رضى الله عنه-إلى الصعود على المنبر النبوى وترغيب الصحابة الكرام فى نفى يهود خيبر من بلادهم ووطنهم ما