ونال منصب الإمارة سنة ٨٤٩ الشريف بركات والشريف أبو القاسم بن حسين إلى سنة ٨٥١،وبعد ذلك بقليل الشريف بركات مرة أخرى.
وفى سنة ٨٦٠ ابن الشريف بركات محمد بن بركات، وأرسل الشريف محمد بن بركات فى سنة ٨٧٧ قاضى العراق إلى مصر مقبوضا عليه.
لأن ملك العراق حسن الطويل جهز محملا وأرسله إلى مكة بقصد الاستيلاء على الحرمين، وبعث مع هذا المحمل عددا كافيا من الجنود تحت إمرة أمير للحج يطلق عليه اسم «رستم».
وزود رستم هذا بتعليمات خفية كما أرفق بالمحمل قاضيا ليخدع الحجاج والأهالى، وكان المحمل قد زين برايات متعددة وأعلام متنوعة، وأعطيت هذه الأعلام والرايات لبعض رافعى الرايات لا ستخدامها فى وقت اللزوم.
فهم الشريف محمد ما يفكر فيه أمير قافلة العراق العدوانى بطريقة ما، فقبض عليه وعلى القاضى الذى كان معه وأرسلهما إلى مصر وقد حاز هذا العمل رضا الحكومة المصرية وسرورها، فقدرت هذه الخدمة الجليلة التى قدمها الشريف محمد، فكافأته بأن أرسلت له سيفا وجوادا أصيلا ومنشورا.
وكان سرج الجواد الذى أرسل وجميع جهات السيف مزينة بمجوهرات مختلفة ومرصعة بأحجار غالية، وكان مسطورا فى المنشور بالصراحة: أن ضبط وربط بلاد الشام واليمن ينبع والأقطار الحجازية خاص بالشريف محمد بن بركات، وبناء على هذا أخضعت جميع الأقطار الحجازية وعربانها للحكومة المصرية وذلك بإرسال الشجعان إلى هذه البلاد، وانتشر صيت عدالته وصداها إلى آفاق البلاد. وتوفى سنة ٩٠٣ فانتقلت إمارة مكة المعظمة فى هذه السنة إلى ابنه بركات بن محمد الذى شاركه فى الإمارة سنة ٨٧٨.
وبعد وفاة محمد بن بركات بأربعة أعوام وفى سنة ٩٠٧ أصبح ابنه هزاع بن محمد بن بركات شريكا لأخيه بركات بن محمد فى الإمارة، ولما توفى هذا فى خلال ذلك العام تولى مكانه أخيه أحمد بن بركات الذى اشتهر بين الأهالى بلقب «أحمد جازانى».وفى سنة ٩٠٨ توفى هذا الأخير أيضا.