كما اشترك ابن أبى نمى أحمد مع أبى نمى والده ما يقرب من أربع عشرة سنة فى الإمارة، ولكن لما مات أحمد سنة ٩٦١ عين مكانه أخوه حسن بن أبى نمى.
وكان السلطان سليمان بن السلطان سليم خان قد استصوب مشاركة الشريف أحمد والده فى الإمارة. لأن سليمان باشا أخذ معه أحمد بن أبى نمى بناء على رغبة أبيه إلى باب السعادة وهو عائد من حملة اليمن، وقد أجلسه السلطان المغفور له من شدة سروره به على يمينه وأشركه فى الإمارة مع أبيه.
قد تولى حسن بن أبى نمى الإمارة ما يقرب من خمسين عاما ومات فى سنة ١٠١٠،وهو فى التاسعة والسبعين من عمره فى حرب نجد، وعين مكانه حسن بن أبى نمى بن بركات.
وكان الشريف حسن بن أبى نمى قد أشرك أولا ابنه حسين بن حسن بن أبى نمى، ومن بعده مسعود بن حسن بن أبى نمى فى الإمارة، ولما مات الاثنان واحدا تلو الآخر عين ابنه أبا طالب بن حسن بن أبى نمى، ولما مات هو أيضا سنة ١٠١٢ شارك أخوه أبو العون إدريس بن حسن فى تدبير أمور الإدارة.
لما كان الشريف أبو طالب يشارك أباه فى الإمارة كان السلطان محمد خان أرسل لحسن بن أبى نمى سيفا ذا قبضة مرصعة.
وعند ما وصل هذا السيف المرصع إلى مكة المعظمة اجتمع الأعيان والأشراف والضباط مع جنودهم ومشايخ القبائل فى حرم المسجد الحرام الشريف، وألبس الشريف حسن بين بئر زمزم والملتزم ابنه أبا طالب خلعة فاخرة بيده، وأمر بذكر اسم ابنه أبى طالب على المنابر بعد ذكر اسم السلطان.
لما أصبح إدريس بن حسن بن أبى نمى نائبا عن والده أشرك فى الإمارة أخاه فهيد بن حسن مع ابن أخيه محسن بن حسن بن أبى نمى باتفاق آراء الأشراف، ولما مات الشريف فهيد سنة ١٠٢٠ فى باب السعادة (١).والشريف إدريس أيضا
(١) والذى يدل على تاريخ وفاة الشريف فهيد بن حسن المصراع الآتى «ممات بالروم فهيد الحسن».