يسمون ب الأئمة الزيدية أيضا وكان الحكام الذين يحكمون القطعة اليمانية يحكمون جهات حضرموت أيضا.
إن أراضى نجد وعمان فى داخل القطع الخمس لجزيرة العرب، ولمم كانت بعيدة عن قطع الحجاز واليمن تفصل بينها صحارى شاسعة، وكانت هذه الصحارى سدا منيعا تقف دون ضبط هذه البلاد للحكومات التى تحكم الحجاز واليمن، لذا كان الأهالى المقيمون فى هذه الأراضى يفوضون أمورهم لبعض الأمراء والمشايخ خاضعين لهم منقادين. وقد اتخذ سكنة هذه المناطق فى عهد الإمام على-كرم الله وجهه-فى زمن خلافة بنى أمية والخلفاء العباسيين مذهبا مخالفا لمذهب أهل السنة والجماعة، وأعلنوا أن البيعة والانقياد غير مشروعة للخلفاء وكفروا أهل السنة والجماعة وحاولوا أن يردوهم إلى مذهبهم بالقوة والحرب.
واتفقوا مع الخوارج الذين يرون الجهاد واجبا لرد المسلمين إلى مذاهبهم وحاربوا أصحاب العقائد الصحيحة، وقاتلوهم فترة طويلة وبذلوا أقصى الجهود لنشر أفكارهم، ناهيك عن ترويج مقاصدهم لكن قوتهم وصولتهم اضمحلت فى ظل سيف الشريعة المسلول. وما زال حكم العقائد الباطلة جاريا بين سكان الممالك المذكورة. وقد ظهر فى وقت ما بعض الخبثاء الذين يسمون القرامطة والذين يذهبون لاعتناق خلاصة الخلاصة لمذاهب السابقين والذين أساءوا إساءة بالغة لأهل السنة والجماعة فى زمنهم وإننى سأذكر فى المقالة الآتية كيفية ظهورهم والمضرات والخسائر التى أورثوها للأمة الإسلامية.