بالبلاد المتجاورة. وكان ابن ذكرويه هذا من أعيان القرامطة، وبناء على تشويق أبى سعيد حسن بن بهرام وتحريضه استطاع أن يدخل بعض القبائل العربية تحت دائرة ضلاله واستولى بهم على حوالى الشام، وزاد من قوته ووسع دائرة حكمه بواسطة الطوائف الباقية المرسلة من قبل حسن بن بهرام.
واستولى على أقاليم نجد، اليمامة، واليمن وتجرأ على أن يقتل آلاف الناس منهم ويسلب أرواحهم وعند ما اتحدت هذه الطوائف مع بعضها وكونت قوة عظيمة لم تترك شرا وفسادا وفتنة لم ترتكبها.
هجم القرامطة على حجاج المسلمين فى سنة ٣١٧ بغتة، وذبحوا من قبضوا عليهم من الحجاج. وبعد ذلك هجموا على مكة المكرمة وانتزعوا الحجر الأسود من مكانه وحملوه إلى بلادهم، واحتفظوا به عندهم ٢٢ سنة وتجرءوا على هذا سود وجههم فى الدنيا والآخرة (قبحهم الله).
وكان (الجانى أبو طاهر رئيس القرامطة الذين هجموا على مكة المكرمة واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه وحملوه إلى ديارهم فى بلاد هجر.
هذا الشقى عند ما دخل إلى المسجد الحرام قتل ثلاثين ألفا من الحجاج وكان أغلبهم محرمين. وذبح بعض هؤلاء فى حرم مسجد الحرام والآخرون فى داخل بقعة الكعبة المعظمة.
وعرض أبو طاهر الخائن حينما حمل الحجر الأسود إلى بلده الأمر على عبد الله المهدى من ملوك الفاطميين بالكتابة إليه، وبين له أنه يكفر فى ذكر اسمه فى الخطب، وكان عبد الله المهدى قد قبح هذه الفعلة الشنعاء إذ قال له يا للعجب! إنك قد ارتكبت فى بلد الله الأمين جرائم مختلفة وفضائح، وحملت الحجر الأسود إلى هجر، وهتكت حرمة ستارة بيت الله الذى ظل مكرما معززا فى العهد الجاهلى والإسلامى!! ومع هذا تريد أن تذكر اسمى فى الخطب! ألا فليلعنك الله وأعوانك. فلما وبخه عبد الله المهدى وعاتبه بهذه الكيفية ترك أبو طاهر العناد وهم بطاعته.