للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سواحل المهرة إلى عمان، ومن عمان إلى الأحساء (أى هجر) فى ثلاثين يوما بين كل واحدة من هذه البلاد. ومن هجر إلى أول عراق العرب فى ١٥ يوما، ومن أول عراق العرب إلى البصرة فى يومين، ومن البصرة إلى الكوفة فى اثنى عشر يوما، وإذا ما اعتبر كل يوم منها مرحلة واحدة فيكون من حيث المجموع مائتان وواحد وعشرون يوما، وبحساب الشهور سبعة أشهر وأحد عشر يوما.

وتعد المرحلة سبعة فراسخ عربية أى ٣٢ كيلومتر، وبناء على هذا تكون مساحة جزيرة العرب الدورية المحيطية ٧٠٧٢ كيلو متر، ويحصل على هذا الحساب بضرب مائتين واحد وعشرين مرحلة فى اثنتين وثلاثين مترا.

وسطح أراضى هذه الجزيرة مرتفعة عن البحر قليلا، وبها أماكن منبسطة قابلة للزراعة. والأقليم المعروف بنجد يقع فى منتصف الجزيرة العربية من حيث المسافة الطولية والعرضية، والأراضى المرتفعة المنبسطة تقع فى دائرة صحارى شاسعة.

وصحاريها فى الجانب الشرقى والطرف الغربى منها رملية والصحارى التى فى شمالها حجرية، وفى خارج هذه المواقع الصحراوية دائرة أخرى وأغلب أماكن هذه الدائرة غير منبت، وعبارة عن سلاسل جبال صغيرة.

إن جبال عسير وصنعاء واليمن فى داخل البقعة المتسعة الجسيمة التى تطل على سواحل القطعة اليمانية وبحر عمان هى أماكن صالحة للزراعة.

إن الأراضى التى بين الجبال المنبسطة والشواطئ البحرية رملية ومستوية. قد أحاط‍ البحر الأحمر بالجزيرة المذكورة من جهاتها الثلاث. وثلثا الجزيرة أماكن منبتة وقابلة للزراعة، وثلثها الآخر غير منبتة، وغير آهلة بالسكان. وفى أراضى رملية حجرية ولا يوجد فيها نهر يجرى، لذا فالأماكن الصالحة للزراعة لا تنبت إلا بمياه الأمطار، وعند انقطاع الأمطار بمياه الآبار.

بما أن أكثر مناطق هذه الجزيرة تقع تحت المناطق الحارة فهى شديدة الحرارة، وأكثر أراضيها حجرية جدباء، ولكن بما أن هذه الجزيرة تشرفت بظهور الدين الإسلامى فيها، ودعاء إبراهيم-عليه السلام-فالجزيرة العربية أسعد مكان على الكرة الأرضية وأكثرها يمنا وبركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>