يمكن للإنسان أن يخمن عدد الحجاج والزوار والتجار الذين يأتون فى موسم الحج لعدم اطراده.
ويبلغ عدد سكانها مع مجاورى وتجار مصر والشام والهند واليمن وكلهم مسلمون (١) إلى خمسة وعشرين ألف نسمة.
وبالمقارنة ببلاد سواحل البحر الأحمر فبلدة جدة المعمورة تعد من المدن القديمة. ويحيط جوانبها الأربعة سور بناه أحد ملوك الشراكسة المصريين، وهو الملك الأشرف قنصوه الغورى فى سنة (٩١٢)،وعلى قول آخر بناه سنة (٩١٥).
ولهذا السور ستة أبواب باسم (باب مكة، باب المدينة، باب الشريف، باب الشهداء، باب البحر، باب المغاربة) وله برجان مشهوران يسميان (برج ليلى) و (برج المجنون) ويروون أن ليلى والمجنون مدفونان بجانب البرجين وكل برج يحمل اسم واحد منهما.
وإن لم ير ما يؤيد هذه الرواية فى كتب التاريخ، إلا أن تسمية هذين البرجين بهذين الاسمين مما يؤيد صحة هذه الواقعة.
وباب مكة من الأبواب المذكورة يفتح إلى الشرق، وباب المدينة إلى الشمال وأبواب الشريف واليمن والبحر والمغاربة تفتح إلى جهة البحر.
قد حفظ السور الذى بناه الملك الأشرف مدينة جدة من الأسطول البرتغالى، لأن الأسطول البرتغالى دخل إلى ميناء جدة بعد بناء السور بقليل، وأطلق مدافعه على المدينة ولكن أهالى القلعة أقدموا على الدفاع عن مدينتهم بواسطة المدافع التى عبأها الملك الأشرف فلم يتحمل الأسطول ذلك وانسحب مدحورا، وأراد البرتغاليون أن ينتقموا لهذه الحادثة فأتوا فى سنة ٩٤٨ بثمانين سفينة، ونزلوا إلى البر من ميناء (أبى الدوائر) بجنود كثيرة، وأخرجوا ذخائر ومهمات إلا أنهم لم يستطيعوا أن يتقدموا خطوة واحدة لهمّة أمير مكة المعظمة أبى نمى ومحافظ جدة
(١) وفيها ما يقرب من مائتى نصرانى وأكثر هؤلاء تجار الأغذية وموظفى القنصليات.