ولما كان هذا التقسيم منافيا لقاعدة بناء الحكومة فكأنه وضع بين أبنائه نار الفتنة وكان هذا خطؤه الكبير.
ورغب توينى عقب وفاة والده فى أن يفرض سلطته على أخيه ماجد، وذلك بإجباره على دفع ضريبة معينة له وأدت هذه الفكرة الخاطئة إلى قيام الحرب بين الأخوين، وبعد هذا استمرت الحرب سنتين تدخلت دولة إنجلترا بينهما وأصلحت بين الأخوين وذلك بشرط أن يدفع ماجد لأخيه الكبير أربعين ألف ريال سنويا وأن يستقل بجزيرة زنجبار والسواحل الإفريقية.
واستطاع توينى بواسطة إنجلترا أن يمتلك ثلثى عمان من أجود الأراضى وأشهرها وأن يكون حاكما على أهاليها.
ولكنه لم يكتف بذلك إذ جعل أقصى آماله أن يستولى على الأراضى التى تحت يد أخيه الصغير وبهذا ساءت العلاقات بينهما.
وإن كان توينى فى الظاهر أقوى من أخيه تركى إلا أن أغلب أهالى عمان كانوا أنصار تركى؛ لذلك لم يرضوا بأن تخرج البلاد من يده وحكمه، وفى أثناء الحرب تخلى جميع أتباع توينى عنه وعرضوا بيعتهم على تركى.
وتدخلت دولة إنجلترا مرة أخرى بين الأخوين لإصلاح ما بينهما واستدعت تركى إلى مسقط.
فانتهز توينى هذه الفرصة فقبض على تركى وحبسه، عندئذ زادت الثورة الداخلية اشتعالا، فخاف توينى على روحه وهرب، واستعان بأمير نجد الشيخ فيصل فى سنة ١٢٧٠ فقبل الشيخ المذكور طلبه وأرسل ابنه عبد الله بقوة عظيمة إلى القطعة العمانية.
واستولى عبد الله بن فيصل على أغلب الأراضى التى تحت حكم تركى، وأخضع أهاليها وأدخلهم تحت طاعة توينى وحصل على جميع النفقات الحربية من توينى كاملة، وأخذ منه عهدا على أن يدفع لإمارة نجد عشرة آلاف ريال سنويا ثم عاد عبد الله بن فيصل إلى قطعة نجد التى تحت حكم أبيه.