وقد جال بعض الراغبين فى الاطلاع على أحكام القوانين والنظم التى وضعها مشايخ العرب المحترمين قبل هذه السبعة أو الثمانية قرون، فى أكثر أجزاء الجزيرة العربية وابتدروا فى نشر ما كتبوه من الرسائل وكتب السياحة، ولكن فهم مما كتبوه أنهم لم يستطيعوا أن يطلعوا على القوانين العربية كما يجب ومن هنا وصلت معرفة أصول القوانين العربية تلك لدرجة الوجوب للذين يريدون أن يسيروا فى الجزيرة العربية سواء أكان بحكم وظائفهم أم لمحض المشاهدة والسياحة، لأجل ذلك كتب كاتب الدائرة الحكومية للمدينة المنورة على موسى أفندى رسالة باللغة العربية بتشويق من تشجيع الدكتور «رائف» أفندى من موظفى إدارة صحة الولاية الحجازية والذى أقام عدة سنوات فى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد وصلتنى نسخة من تلك الرسالة بواسطة رائف أفندى المشار إليه ومن هنا رأيت إدراج بعض الفقرات منها فى هذا الفصل.
ولما كان على موسى أفندى منذ سنين كثيرة يتولى رياسة سكرتارية القسم العربى للدائرة الحكومية فى المدينة المنورة كما استخدم فى قسم الترجمة للعربان أصبح مطّلعا على العادات الجارية والأطوار والقوانين بين العربان وما أدرجه فى رسالته من المواد هى نفس القوانين والأنظمة التى بين العربان وقد صدق على ذلك من يعرفون القوانين العريانية وأهالى الحرمين الشريفين موقعين على ذلك.