والذين يتعرضون لمثل هذه المصيبة ويعجزون عن المقاومة يختفون فى مكان ما فى الجبال لينجوا بأرواحهم وإذا اضطروا للحرب يهاجمون بعضهم بعضا بتحريض رئيس كل واحد من الطرفين.
وإن كان عدد أفراد الفريق الذى شرع فى القتال أقل من عدد أفراد الفريق الآخر فالمعتقد بين البدو أن الذى بدأ الهجوم أولا هو الذى يكسب المعركة. وإذا فرض أنهم قد انهزموا فلا يبالون به ويرمون بأنفسهم فى ميدان المعركة لأن الموت فى أثناء المعركة فخار لهم.
وقبل الهجوم يردف الركبان المشاة خلفهم ويسيرون وعندما يصلون إلى مكان فيه أشجار ينزلون من على جمالهم ويقاتلون مع مشاة الطرف الآخر متخذين الأشجار والأحجار متاريس لهم كما أن الركبان يحاربون مع ركبان الطرف الآخر إلى أن يتبين الغالب من المغلوب.
وإذا فهم أن المنتصرين سيقتلون المغلوبين ففى هذه الحالة يدخل أفراد القبيلة المغلوبة فى «وجه» وتحت حماية الطرف الغالب ويعرضون ذلك على الفرقة الغالبة وفى هذه الحالة تكتفى الفرقة الغالبة بالاستيلاء على أموال وأشياء الجهة المغلوبة.
والفارون سواء أكانوا راكبى الخيول أو الإبل فالذين يتتبعونهم يبلغونهم صائحين أنهم مؤتمنون على أرواحهم.
وفى النهاية يعطونهم الأمان لأرواحهم ونصف أموالهم.
وإذا اقتنع الفارون أنهم يستطيعون أن يهربوا بأموالهم استمروا فى الهروب، أما إذا تعبوا وعجزوا عن السير فيستسلمون وقت ما يعرفون بأنهم ائتمنوا على أرواحهم ونصف حيواناتهم ويسوون الموضوع بأن يسددوا النقود التى قدرت بها نصف حيواناتهم بما عندهم من النقود أو الأشياء.
ويؤخذ جمل الذى قتل فى الحرب وما عليه من الأشياء من قبل قاتله، وإذا لم يكن قاتله معلوما فيكون جمله وما يمتلكه من نصيب الذى يمسكه أولا وينهبه ويجرده من أشيائه.