للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى أن المكان الذى جلس فيه إسماعيل-عليه السلام-وكان عاليا وغير مستوبين الصخور، وإنه الآن المكان الذى وقف فيه رئيس قافلة الأنبياء على نبينا وعليهم التحايا، والمحل الذى تمتم فيه إبراهيم-عليه السلام-بكلمات وهو المحل الذى يلقى فيه الآن قضاة مكة خطبة عرفات.

وقد أدى إبراهيم-عليه السلام-هو وابنه صلاتى المغرب والعشاء متصلتين جمعا جمع تأخير، ثم أخذا يجمعان الحصى كل واحد منهما (٤٩) حصاة لرمى الجمرات وقضيا ليلتهما تلك فى المزدلفة، وبعد أن صليا صلاة الصبح نهضا وواصلا سيرهما نحو مكان يسمى وادى المحسّر (١) وسارا فى هذا الوادى قدر خمسمائة ذراع سيرا سريعا.

وبعد ذلك أعدّا ذبيحة وذبحاها فى مكان يسمى مسجد «منحر»،وهو مسجد لطيف فى ناحية مسجد «الخيف» من منى.

وفى اليوم الثالث من وصولهم إلى «منى» رميا الجمرات التى جمعاها من المزدلفة بعد الزوال حسب الأسس الشرعية ثم توجها إلى مكة المكرمة بعد أن استراحا فترة فى وادى «محصب» (٢) وصليا فيه صلاة الظهر ثم عادا إلى مكة المكرمة.

وأخيرا عاد إبراهيم-عليه السلام-إلى الشام وفى العام التالى أدى مع زوجته سارة وابنه إسحاق-عليهم السلام-فريضة الحج الشريف.


(١) المحسر اسم واد بين «منى والمزدلفة» وطوله خمسة وأربعون وخمسمائة ذراع. يقال إن أصحاب الفيل قد تعبوا فى هذا المكان وأصبحوا غير قادرين على السير، لذا سمى الوادى بهذا الاسم وبما أن السير فى هذا الوادى ببط‍ ء سنة نبوية فإن الحجاج يسيرون فيه بتؤدة وبط‍ ء ولا يجوز وقوف وقفة عرفات فى هذا الوادى أو فى وادى عرنة.
(٢) ويقال لهذا المكان أبطح أيضا وهو مكان ذو حجارة فى مدخل مكة المكرمة وبالقرب من مقبرة حجون ومن السنة السنية أن يقف فيه الحجاج الكرام ويصلوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء وأن يقضوا ليلهم فيه ثم يدخلون مكة المكرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>