للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب الخدمة الجليلة لحجابة كعبة الله، فى أولاد عبد الدار هو الآتى: عند ما تقدم العمر بقصى بن كلاب وصار شيخا كان ابنه الثانى «عبد مناف» قد أصبح له من الشرف والمكانة بين قبائل العرب القدر الكبير ولم يتمكن أحد أن ينال مثل هذا الشرف وهذه المكانة ليس فقط‍ من بين إخوته بل من بين صناديد أشراف قريش قبل والده وبعده.

ولما كان ابن كلاب يحب ابنه الأكبر عبد الدار من بين أولاده حبا جما واتفق مع زوجته «حبى» فى هذا الحب، لذا كانا يأملان أن ينال من الشرف والمكانة مثل ما ناله أخوه الأصغر عبد مناف.

واستبدت رغبة «حبى» بهذا الأمر حتى لم تعد تطيق صبرا على كتمانها، فقالت ذات يوم لزوجها قصى إننى سأغضب منك إن لم تؤمن لعبد الدار فى أثناء حياتك ما يجعله يحظى بالفخر والشرف بين القبائل فقال لها: بل اسعدى، فإننى سأسند إليه أمرا يجعله يشرف من يقوم به بين الناس، أتريدين أن تعرفى أية خدمة جليلة هى؟ إنها حجابة الكعبة العظمى ورئاسة دار الندوة حيث لا يستطيع أحد من أشراف قريش وسادات القبائل أن يدخل البقعة المقدسة لكعبة الله طالما لم يحصل على إذن من صاحب هذا المنصب. كما لا يمكن أن يرسل الجند إلى أية ناحية ما لم يصدر، وبناء على هذا قام قصى بن كلاب بتقسيم مناصب السنة المكرمة المعززة بين الناس وهى «السدانة والرئاسة والسقاية والرفادة والقيادة واللواء» بين ولديه عبد الدار وعبد مناف فأعطى عبد الدار سدانة الكعبة، ورئاسة دار الندوة واللواء، وأعطى عبد مناف خدمات السقاية والرفادة والقيادة.

وظل قصى يؤدى بنفسه هذه الخدمات الجليلة إلى أن وافته المنية، وعند وفاته أصبحت هذه الخدمات بموافقة صناديد القبائل لابنه عبد الدار وعند وفاة عبد الدار أصبحت سدانة الكعبة لعثمان بن عبد الدار، ورئاسة دار الندوة لعبد مناف بن عبد الدار، وقد تولى رئاسة دار الندوة أيضا أبناء عبد مناف بن عبد الدار فى

<<  <  ج: ص:  >  >>