فقلت إن الثعلب المسكين قد مات من شدة خوفه من الحية. ولكننى لم أجد تفسيرا لموت الحية منقطعة إربا وهذا ما حملنى إلى تفكير عميق، وبينما أنا غارق فى حيرتى سمعت صوتا يقول:«ما أتعسك!! لأنك تسبّبت فى قتل نفس» وفى عقبه سمعت من ينادى:
«يا داثر» فانتبهت واتجهت صوب الصوت الذى ينادى لأعرف ماذا سيكون رد داثر وفى ذلك الوقت ظهر داثر قائلا: ماذا هناك؟ وعندئذ تلقى داثر الأمر الآتى اذهب إلى بلاد بنى عذافرة (١) وأخبرنا عن مدى جرأة هذا الكافر وما الجناية التى ارتكبها فزادت حيرتى إذ سمعت الهاتف والجواب الذى تلقاه وزاد خوفى وفزعى فنظرت حولى فاضطررت أن أوجه الخطاب إلى جهة الهاتف الغائب إذ لم أجد ملاذا ولا ملجأ.
فقلت-يا هاتف! أنا لم أقترف ذنبا ولم أقدم على جناية عمدا!
فقال-كنت سببا فى قتل نفس.
فقلت-لا علم لى بهذا!
فقال-ولكن عندى علم بذلك.
فقلت-أنا أعوذ برحمتك.
فقال-ماذا تريد أن تقول؟
فقلت-اعف عنى.
فقال-أفى الإمكان عفو كافر قتل نفسا مؤمنة؟
فقلت-أنا مسلم.
فقال-إذن تكون قد نجوت.
فقلت-أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
فقال-نجوت، نجوت. ألا تستطيع أن تعود من حيث جئت، إن الحوار الذى