وقد أخبر الشيخ عبد الوهاب الشعرانى عن وجود المسلمين والكفار من الجن، ويتفضل بالاستمرار فى حديثه ليبين هل هناك بين كفار الجن من يعتنقون الإسلام.
سؤال- هل يستطيع الشياطين الذين كفروا أن يصبحوا مؤمنين بعد قبولهم الإسلام؟
جواب- هذا موضع خلاف بين العلماء. وسبب الخلاف الآتى: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ما من أحد إلا وله قرين يأمره بالسوء، فقال الأصحاب الكرام:
وأنت يا رسول الله فقال مجيبا:«نعم ولكن الله أعاننى عليه فأسلم»(حديث شريف).
فاختلف حفاظ الأحاديث فى حركة حرف الميم فى «فأسلم» فقرأها بعضهم بضم الميم ويكون معنى الحديث عندئذ إننى أنجو من شره وقرأها بعضهم بفتح الميم وأشاروا إلى أن قرين الرسول-صلى الله عليه وسلم-قد قبل الإسلام دينا.
وأيد بعض أئمة الحديث هذا المعنى برواية الخبر اللطيف الذى يقول:«فلا يأمرنى إلا بخير». (١)
ولكن لا يمكن لإبليس أن يسلم بدليل حكم هذا الحديث، لأن الله-سبحانه وتعالى-قد لعن إبليس إلى يوم القيامة.
سؤال- ما دام إبليس أول العصاة هل يجب أن يتساوى مع قابيل؟
جواب- نعم وهو كذلك. فقابيل أول أشقياء بنى البشر كما أن إبليس أول عصاة الجن، ألم يقل الله-سبحانه وتعالى-: {إِلاّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ}(الكهف:٥٠).ومعناها أن هذا المخلوق من جنس العصاة.
سؤال- قال الله-سبحانه وتعالى-فى كتابه المنزل على لسان إبليس {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ}(الحشر:١٦)،ألا يشير معنى الآية الكريمة إلى أن إبليس موحد فى أعماق نفسه؟
(١) أخرجه مسلم فى ٥٠ كتاب صفات المنافقين، (١٦) باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، حديث رقم ٧٠،٦٩ ص ٢١٦٨ والبيهقى فى الدلائل ١٠٠/ ٧ - ١٠٢ (الروايتين) وانظر الهامش بدلائل النبوة ٧/ ١٠٠ - ١٠٢.