للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرج من المدينة ليدافع عن دينه ضد أعدائه وعقب ذلك ظهرت طلائع جيش رومانوس ونصبوا خيامهم أمام معسكر جيش أصفهان.

ولما كانت الليلة ليلة الجمعة كان الأعداء فى حالة إعياء أجلوا القتال للصباح بالاتفاق وعينوا حراسا وباتوا يتكاثرون إذ أخذوا يفدون طول الوقت.

وفى الصباح أرسل المسلمون الجواسيس ليطلعوا على أحوال جيش العدو وقد رأى هؤلاء أن جند العدو أكثر من رمال الصحراء وقد ملئوا الجبال والصحارى وكان معسكر رومانوس بحرا زاخرا وعدة الجيش وعتاده مما يخرج عن الحصر والتخمين.

ولما رأى ألب آرسلان أن قوته بالنسبة للأعداء كخال أسود على جسم ثور أبيض عرف أن مقاومة عدو فى هذه الضخامة غير مجدية، وأمر بعقد مجلس شورى مع كل الذين يهمهم هذا الأمر.

وكانت نتيجة المناقشات والمشاورات أنه يجب أن يعد جميع أسباب الحرب والمقاومة حفظا لكرامة الأمة الإسلامية، وعرضت نتيجة المشاورة على ألب آرسلان وقد ساند المسلمون بعضهم بعضا، وقد تهيئوا للقتال.

وقد سر ألب آرسلان من هذا القرار وقال اليوم الجمعة وهو يوم مبارك، مادمنا سنحارب فلنصبر إلى أن نصلى صلاة الجمعة لأن الخطباء سيدعون فى هذا اليوم فى جميع أنحاء العالم الإسلامى بانتصار جيش الموحدين، ثم نخوض المعركة لإعلاء كلمة الله ثم بعث بعيونه إلى معسكر العدو، وطلب منهم أن يعرفوا مكان خيمة رومانوس وشكله وهيئته، وبعد ما اطلع على ما يريده جمع رجاله الأبطال، وقال لهم: أهجموا حيث أهجم ووجهوا سيوفكم وسهامكم ورماحكم حيث أوجه، ثم هجم على خيمة رومانوس ساحبا جنده خلفه-وقتل القيصر وبث هذا العمل الرعب والفوضى فى معسكر الأعداء فاضطربوا باكين مولولين.

حينما رأى العدو أن جنود المسلمين يهاجمون جيوشهم كالأسود الشجعان غير

<<  <  ج: ص:  >  >>