الشكل الثانى عشر وأخيرا بحث عن الحدادين المهرة والصياغ المتخصصين فى مهمتهم والمتدينين وأرسلوا مع المهمات إلى مكة المكرمة برفقة حسن باشا الذى عزل من وظيفة الدفتر دارية فى حلب وعهد إليه الحبشة، وفى سنة ١٠٢٠ الهجرية وفى وسط شهر رجب الفرد، وصى والى مصر محمد على باشا بالعمل على توصيل هذه البعثة عن طريق السويس بأقصى سرعة ممكنة إلى الجانب الحجازى.
وقد قام المشار إليه بهذه الخدمة المباركة على أكمل وجه وأمن وصول البعثة السلطانية إلى مكة بعد أن أمدها بكل ما تحتاج إليه.
وكانت الأشياء الغالية المرسلة عبارة عن: ستة عشر عددا من أحزمة حديدية باعتبار أن كل جدار متكون من أربع مناطق وستة عشر عددا من أعمدة حديدية لتوضع على كل ركن أربعة منها لتثبيت الأحزمة وإمساكها وكمر مقوس فوق باب الكعبة المقدس حيث تلتقى الأحزمة الحديدية وثبتوا لوحة فوق العتبة العليا لباب الكعبة تجديدا للكتابة التى هناك كما أحضروا الأخشاب الجيدة الكافية لتعمير وإصلاح سطح الكعبة وكانت اللوحة التى كتبت عليها ألقاب الكعبة فى باب المعلا وكذلك الزاوية التى تلتقى فيها الأعمدة مع الأحزمة كانت مصنوعة من الذهب الخالص وكذلك الكمر المقوس الأحزمة قد غطيت بصفائح من الفضة الخالصة ونقشت عليها أحسن ما أبدعته أقلام الفنانين وزينت بنقوش بديعة.
وقد تحرك حسن باشا المشار إليه فى أواسط شهر رجب من دار السعادة إستانبول وبعد مدة وصل إلى مكة المكرمة وفى يوم الأحد فى غرة محرم الحرام من سنة (١٠٢١ هـ) أجمعت هيئة من أعاظم سكان مكة المكرمة فى داخل أرض المطاف والمهندسون وبعد الدعاء والتضرع إلى الله صعد المختصون فوق سطح البيت بواسطة إسقالة وضعت تحت ميزاب الرحمة وابتدروا بالكشف والمعاينة حيث اتضح لهم أن سبعا وعشرين من العروق الخشب فى حاجة إلى التغيير، وبعد ما أصلحوا ثلاث قطع منها وضعوها فى مكانها ورفعوا الرخام إلى