وفى تلك الأثناء أرسل الصك إلى سيد أفندى الأنقروى نقيب الأشراف الذى أسند إليه قضاء المدينة المنورة، وأن تكون الأموال اللازمة لترميم الأبنية المقدسة من جزية أقباط القاهرة وقد عين الأنقروى أفندى هذا أمينا للبناء لأمانته ونزاهته وأخطر محمد على باشا والى مصر بذلك وبإسناد نظارة الأبنية المقدسة إلى سيد أفندى الأنقروى، كما أخطر الشريف مسعود بفرمان خاص من السلطان.
وشكل محمد باشا مجلسا من أعيان الدولة وموظفى الحكومة لبحث انتخاب وتعيين أمينا للبناء بموجب الفرمان السلطانى الرفيع والذى وصل يحمل التوقيع المشرف وقال محمد على باشا: لقد أخطرنا الباب العالى بسقوط بيت الله، وأرسلنا كذلك تقرير الشريف مسعود إلى مقر الخلافة الجليلة. وصدرت الأوامر السلطانية لنا بإسناد نظام ترميم البيت الشريف إلى سيد محمد أفندى الأنقروى قاضى المدينة المنورة، وانتخاب أمير من أهل التقوى والورع أمينا للبناء، وإرسال المال اللازم من الخزانة لإنفاقه على ذلك، وأرسل فرمان عال لإبلاغ الشريف مسعود بذلك مع خلعة فاخرة وأرسل اللواء السلطانى إلى من ستسند إليه أمانة البناء. ومن قبل أرسلنا إلى الباب العالى نخطره بإسناد هذه الخدمة إلى رضوان أغا، والآن قدم علينا موظف يسمى «محمود شاووش» لتسلم وحمل المهمات اللازمة للأبنية المسعودة وأحضر معه بيانا بها، وإذا ما استطاع رضوان أغا النهوض بهذه المهمة على خير وجه فسوف أثبته فى مهمته، ويتعين على أن أسلم محمود شاووش ما طلبه من مهمات، وإن وجد من هو أصلح من رضوان أغا أرسلناه واستدعينا رضوان أغا.
وبعد تبادل الآراء طويلا فى المجلس قال محمد على باشا:
إن رضوان أغا أهل تقوى وعفة واستقامة وكفاءة وهو على علم تام بالأبنية المسعودة، كما أنه موضع ثقة لدينا جميعا، وانتخب وأرسل من قبل لهذه المهمة، وبدلا من تضييع الوقت فى البحث عمن هو أهل اقتدار وكفاءة ينبغى أن نثبّت رضوان أغا فى مهمته، ونحن إذا ما طيبنا خاطره بإرسال الهدايا الواردة من