للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووضعه فى مكانه جميع الأشراف والأعيان إلا أن رئيس المهندسين «آق شمس الدين أفندى» و «عبد الرحمن بن زيد أفندى» من معمارى الأبنية المسعودة قد اضطلعا بنفسهما بإصلاح أطراف الحجر الأسعد وتسويته وقضيا يومى الأربعاء والخميس فى هذا العمل فقط‍ وهكذا أنهى كل ما يتعلق بأمور الحجر الأسود.

وفى ليلة الجمعة الحادى عشر من رجب الشريف قام قاضى مكة وشيخ الحرم وبعض من فقهاء البلاد بالكشف على كيفية وضع الحجر الأسود فى مكانه وأثنوا على رضوان أغا ورئيس المهندسين والمعماريين وشكروهم لما بذلوا من جهد عظيم وهمة كبيرة.

بينما كان الزوار الكرام يتفقدون وضع الحجر الأسود قال بعض المهرة من العمال الذين رأوا أن ظهر الحجر الأسود أكثر صقلا من وجهه: لو أذنتم بتبديل ظهر الحجر الأسود بوجهه لأن ظهره أصقل من وجهه ولكن رضوان أغا رفض رأى البنائين قائلا: لا، لا يجوز التلاعب بالحجر الأسود إن وضعه الحالى على أحسن ما يرام.

وكان رضوان أغا مصيبا فى رأيه، لأن الحجر الأسود-كما سبق فى بابه- كان متشققا من عدة أماكن، حتى أنه قد ربط‍ فى أيام العباسيين من طرفيه بأحزمة فضية، وقد أبقاه رضوان أغا عل هيئته الحالية وغطى جوانبه المكشوفة بصفائح مطلية ومغلفة بالفضة وأحكم تثبيته.

وفى يوم السبت الثانى عشر من رجب الفرد شرعوا فى رص حجارة الطبقة الخامسة وبعد الانتهاء من رص الجهات الأربعة استقدموا الحدادين وكلفوهم بصنع حزام معكوس الرأس من الحزام الذى كان السلطان أحمد بن محمود خان أرسله فى سنة ١٠٢٠ هـ‍ لربط‍ بيت الله من جهاته الأربعة.

وقد ثقبت الأحجار الموجودة فى الزوايا من وسطها لتثبيت رءوس الأحزمة الحديدية جيدا وقد أدخلوا رءوس الأحزمة المعكوسة فى داخل الثقوب ثم صبوا فيها الرصاص المنصهر لتثبيتها، ثم نشروا ألواح الأخشاب اللازمة لتغطية جدران

<<  <  ج: ص:  >  >>