وقد كتب فوق الخشبة المذكورة بنقوش ذهبية (بسم الله الرحمن الرحيم) وقد نصب العمودان اللذان بطرفى الباب والمغلفان بالفضة فى عهد السلطان المرحوم سليمان خان سنة ١٩٥٠ هـ.
والمصراعان اللذان قلنا عنهما القديمين كانا قد صنعا أيام الملك الظاهر بيبرس من سلاطين مصر وقد بليا بمرور الوقت، لذا قد بدّل السلطان سليمان غلافهما الفضى وزينها بالنقوش الذهبية ووضعهما فى مكانهما.
وفى اليوم الذى نقش فيه العمودان بدئ فى رص حجارة الطبقة التاسعة من جهة الركن العراقى وأخذوا فى صنع الإسقالة الداخلية التى احتيج إليها، لأن الجدار كان قد ارتفع عن عتبة باب كعبة الله.
لما ركب باب البيت الشريف جربه رضوان أغا بأن فتحه وأغلقه عدة مرات ثم أتى بقطعة من إسفنج نظيف وغسل جميع جدرانه بماء زمزم ثم أغلقه بمفتاح.
ولما كان المفتاح يوضع فى باب البيت مع صوت أذان الظهر ارتفعت الأدعية بطول عمر السلطان وزيادة قوة دولته ورقيها. بعد أداء صلاة الظهر أسرع البناءون بإتمام الطبقة العاشرة من جدران البيت وشغلوا إلى يوم الخميس الرابع والعشرين من رجب بطلاء البيت بالكلس وإعداد الأخشاب بمسحها وتسويتها وفى نفس اليوم ركبوا أحجار الطبقة الحادية عشرة.
وفى يوم السبت السادس والعشرين من رجب أعطى ابن شمس الدين بقية الأخشاب الخاصة إلى النجارين لتسويتها وبعد ما رص البناءون حجارة الطبقة الثانية عشرة بدأوا فى نحت وإصلاح أحجار البيت الشريف القديمة.
وفى يوم الأحد السابع والعشرين من رجب استحضرت الأخشاب اللازمة لسقف الكعبة المعظمة وهيئ ثمان وثمانون عمودا خشبيا تماثل الأعمدة الخشبية القديمة فى الطول والعرض والقطر وابتدئ فى إعداد الألواح الخشبية التى تغطى الأعمدة السابقة، وذلك بمسحها الطبقة الثالثة عشرة كما رصوا قطع الرخام اللازمة لسطح البيت على الأرض بعضها بجانب بعض لفرزها وما وجدوه معيبا