صنعت وشاهدوا جمالها الظاهرى ورصانة المبانى وقدروها حق قدرها. وسدوا الباب الغربى الذى ظل مفتوحا لذلك اليوم بالحجر الشبيكى وكتبوا محضرا يبينون فيه أن الأبنية السعيدة قد تم العمل فيها على أحسن وجه من الرصانة والجمال.
وأبلغوا ذلك إلى والى مصر العام.
وخلع السلم الموقت الذى كان قد صنع لنزول النجارين والبناءين وصعودهم أثناء البناء. وأخذوا بعد ذلك يصيغون داخل القبة الكبير-هذا المكان الآن ساحة دار الكتب التى نقلت إلى داخل المدرسة السليمانية-وانتهوا منه فى ذلك اليوم.
ونزعوا العمود الذى يحمل قبة سقاية العباس-هذا المكان الآن ساحة الدار المؤقتة الذى أدخل ناحية باب السلام-وبما أن أسفل ذلك العمود كان قد بلى غيروه بالحديد وصنع البناءون القبب الشمالية من المسجد الحرام ثم غيروا كسوة الكعبة القديمة والستارة التى على الباب وألبسوها الستارة الجديدة كما علقوا الصفحة (١) فوق باب الكعبة وقد تمت هذه العمليات إلى آخر رمضان الشريف.
قد كتبت على الصفحة البنفسجية المذهبة المعلقة فوق باب كعبة الله الآية الآتية: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران:٩٧،٩٦).