المحقق مولانا الشيخ خالد الجعفرى المالكى - نفع الله به - والدليل على جواز التغيير عدم إنكار العلماء من المذاهب الأربعة فى كل عصر على الملوك فى تغيير باب البيت وعتبته سوى إرادة زيادة إظهار أبهته وإعظامه وإجلاله وقد تكرر من ساداتنا سلاطين آل عثمان - خلد الله دولتهم إلى انقراض الدوران - إرسال الأقفال الجديدة إلى البيت وطلب العتيق ليوضع فى خزانتهم العامرة تبركا به كما وقع فى موسم هذا الحج من غير إنكار عليهم، فالمباشرة لتهيئة مؤن عمارة البيت من أهم المهمات وألزم اللوازم فلقد طال الانتظار لمن يعين ليتعاطى خدمة تعمير البيت من قبل الأبواب العالية واستمرار البيت العتيق مهدوما هذه المدة كلها غير لائق وقد شكرت مساعى مولانا السيد الشريف الأعظم مسعود بن إدريس نصره الله تعالى فى بذل الهمة فى خدمة البيت وتدعيمه بالأخشاب من الجهة الساقطة وستره بكسوة إلى أن جاءت كسوته المعتاد وصولها كل عام من قبل السلطنة الشريفة فى صحبة أمير الركب الشريف المصرى وقد نور الله باطن هذا الرجل الذى له من اسمه نصيب حيث رغب فى فعل الخير وتصدى لسؤال العلماء عن ذلك مع ما سبق له من الاهتمام بتنظيف المسجد والشوارع والبيت الحرام وإصلاح برك الحجاج. وتعمير عين خليص فله بذلك وبما نواه جزيل الأجر والثواب من الملك الكريم الوهاب، فمقتضى قواعد المذهب جواز شروعه فى إصلاح الأحجار وتهيئة المؤن لكن يتعين أن يكون المال المنصرف على ذلك متيقن حليته. فإن تعذر فلا يكون من مال توهم حليته، إذ يجب كل التحرز عن الصرف على ذلك من مال حرام نحوه. وفقه الله ودفع به وعنه كل ضير وأعان من أعانه ووالى عليه فضله وإحسانه وزاد هذا البيت تشريفا وتعظيما ومهابة ورفعة وتكريما وزاد من شرّفه وعظّمه جلالا وكرامة وأسبغ عليه جوده وإنعامه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
حرره الفقير أحمد بن محمد بن آق شمس الدين الصديقى السهروردى الحنفى.