مكانه ولا تغييره إلا بنص من النبى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فهو كبعض آيات القرآن لا يجوز نقلها من موضعها إلى مكان آخر. انتهى.
وما أفتى به العلامة والمحقق الفهامة مولانا الشيخ عبد العزيز المفتى الشافعى أدام الله النفع بوجوده خلاصة ذلك التأليف (١) وزبدة ما فيه، وليس فى قواعدنا ما ينافيه ويكون المعوّل عليه ويرجع فى هذه الحادثة إليه، وحيث كان إصلاح الحجارة المنكسرة وعمل الحجارة التى يحتاج الحال إلى زيادتها .. وما أشبه ذلك تحتاج إلى زمن طويل كما جاء فى السؤال فإنه يجوز لمن هو فى البلد من جانب السلطنة المذكورة - أيدها الله تعالى - مقام فى نحو ذلك كما ذكر فى السؤال أن يشرع فى عمل ذلك إذا لم يخف على نفسه أو على غيره ضررا وينبغى له بذل الهمة فى ذلك كما ظهر منه فى تنظيف المسجد الحرام وإصلاح الشوارع والبرك التى للحجاج، وكما فعل فى إصلاح عين مكة المعظمة وفى إجراء عين خليص وبذل همته فى ذلك، وتعاطى ذلك بنفسه مع مزيد الاعتناء بسببه والقيام عليه أجزل الله له الثواب وقابله بالإحسان فى يوم الحساب، فقد حصل بذلك الرفق العظيم للزوار والحجاج ولكل من سلك فى تلك الفجاج، لا شك أنه منور البصيرة، صافى القلب والسريرة، إذ وفقه الله تعالى للسؤال عن ذلك والاهتمام فى سلك هذه المسالك، والاعتناء بشأن الكعبة المعظمة التى هى فى الأولية والإسلام محترمة، زادها الله تشريفا وتكريما ومهابة، فإذا شرع فى المؤن والأحجار وما يحتاج إليه يجب أن يكون الصرف على ذلك من مال حلال لا تعلم فيه شبه قوية ويتحرز فى ذلك غاية التحرز مهما أمكن، تقبل الله منه السعى الجميل وقابله عليه بالثواب الجزيل، وخلد دولة هذه السلطنة العثمانية، ولا زالت مدى الأيام والليالى محروسة محمية، وزاد هذا البيت الشريف تشريفا وتكريما ومهابة وتعظيما وزاد من شرفه وكرمه تشريفا وجلالة وتكريما، وألهمنا الصواب فى القول والعمل ووقانا أجمعين من الخطأ والزلل، بمحمد وآله آمين، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(١) يعنى أن فتوى الشيخ عبد العزيز الزمزمى الشافعى، هى خلاصة رسالة ابن حجر الهيتمى المسماه المناهل العذبة فى إصلاح ما وهى وانشعث من الكعبة؛ وما ذكر من فتوى الشيخ عبد العزيز لا ينافى أصول مذهب الحنابلة.