من السد الذى يطلق عليه «ردم بنى جمح». إن السيل الذى ظهر بعد تعمير سد «بنى جمح» قد فاض من جهة السد المذكور، وأخذ يصب إلى المياه الرمادية التى تراكمت فى سهل وادى إبراهيم؛ لذا أطلق على السيل الذى أتى من هذا الطريق اسم «سيل وادى إبراهيم».
إن المياه التى تتكون من الأمطار التى تنزل عل جبال مكة فى ذلك الوقت تشكل سيلين عظيمين وتدخل فى داخل المدينة وأحيانا تدخل حتى حرم الله وتخرب الأماكن المقدسة بالحرم.
إن السيل الذى قلنا عنه وادى إبراهيم أحد هذين السيلين العظيمين، وكان يظهر من جهة سد بنى جمح ويمر بوادى إبراهيم المذكور ويجرى نحو شمال الوادى.
هو أحد السيلين السالف ذكرهما وهو سيل مخيف مرعب. وكان هذا السيلى يهبط من جبال مكة الجنوبية ويدخل إلى المدينة سالكا طريق محلات جياد، ويبلغ البركة اليمانية ويرتد من هناك ويجرى صوب أسفل البلاد.
وكان سد ردم بنى جمح الذى وقع بين المحلات المسماة فى زماننا «المدعى» فى أوائل ظهور الإسلام كان بيت الله بجانب السد المذكور الذى كان موجودا انذاك، كان يبرز جمال هيئته لعشاق بيت الله وزواره.
ولما كان الدعاء مقرونا بالاستجابة حال رؤية بيت الله؛ فإن الحجاج الذين يطئون هذا الموضع كانوا يجتهدون فى الدعاء.
وفيما بعد حجبت المنازل والبيوت التى أقيمت فى هذا الموضع رؤية البيت الأعظم؛ وعلى الرغم من ذلك ظل الدعاء على حاله كما كان فى الماضى إذ إنه من الثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وقف للدعاء فى هذا المكان. حتى إنه يشاهد على جانبى الطريق لافتة خاصة مكتوب عليها:(هنا محل دعاء).