وقد عرف الخليفة أن شاطئ جدة أقرب إلى مكة المفخمة وطريقه خال من الخطورة، وأن جعل جدة ميناء أكثر أمنا وصلاحية من جميع الوجوه، وبعد أن أجرى فى هذا الخصوص التدقيقات والبحوث الكاملة بأن يترك تشغيل ميناء «الشعيبية» ويتخذ جدة مرفأ للسفن، وبما أن الاستحمام فى البحر كان مفيدا للجسم أمر بأن يستحم من كان معه فى البحر كما أنه بالذات! استحم فى البحر ثم عاد فى النهاية من طريق (عسفان) إلى قصر الخلافة فى مهجر النبى - صلى الله عليه وسلم -
وبعد هذا التعمير بفترة (١) اشترى حضرة معاوية دار الندوة وضمها إلى ساحة الحرم الشريف، وفى سنة (٧٥) الهجرية قام عبد الملك بن مروان ببعض الإصلاحات فى الحرم الشريف، وكذلك فعل ابنه وليد بن عبد الملك فى سنة (٩١) الهجرية.
وقد أرسل إلى والى مكة عبد الله القسرى كثيرا من الأعمدة الرخامية، وكتب له موصيا بأن يعمر الحرم الشريف بشكل يليق بمكانته وليس هناك قبل الوليد من أرسل أعمدة رخامية لتعمير الحرم المكى.