للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرشيد. ومع مرور الزمن قد مال ما بين منازل زبيدة وباب حجج للخراب، وقد تهدمت تلك الأماكن فى عهد الدولة العثمانية الباعثة للتعمير، واتخذت شكلا آخر ولم يبق الآن أثر لأى من دار السيدة زبيدة ولا من الميدان الواسع الذى سبق ذكره. انتهى.

وظل الحرم الشريف بعد تعمير المقتدر بالله العباسى ما يقرب من خمسين عاما على نفس الحالة.

وفى خلال هذه المدة لم تمتد يد التعمير إلى الأماكن التى تحتاج إلى الإصلاح، فتلف معظم رخام المطاف فاستحالت الصلاة عليه، كما لم يكن فى الإمكان السير عليه، لذا بدل معظم رخام المطاف الشريف فى عهد المستنصر بالله العباسى وعمر تعميرا جيدا ثم كتب فوق قطعة رخام هذه السطور:

(بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمارة هذا المطاف الشريف، سيدنا ومولانا الإمام الأعظم مقتضى الطاعة على سائر الأمم أبو جعفر منصور المستنصر بالله أمير المؤمنين، بلغه الله آماله وزين بالصالحات أعماله، وذلك فى شهور سنة إحدى وستين وثلاثمائة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).

ثم علقت وألصقت على الجدار الشرقى الملاصق لحفرة مقام جبريل والكائن فى جهة مقام إبراهيم لكعبة الله. فى سنة ٣٦١.

وبعد مرور ست سنوات على العمارة التى قام بها المستنصر بالله العباسى وفى عام ٣٦٧ هـ‍ بنى فاعل خير يسمى الأمير شرف الدين على يمين الداخل من باب السلام مدرسة لا عيب فيها وألحق بها دار كتب وملأ أصونتها بكتب متنوعة لا حصر لها (١).

وفى سنة ٥٤٢ أصلح المقتفى بالله العباسى السلم الذى يؤدى إلى سطح


(١) قد خربت هذه المدرسة ودار كتبها فيما بعد ونقلت كتبها إلى قاعات الدروس فى الرباطات ولكن مع الأسف تعرضت تلك الكتب للنهب والسلب فى خلال ثورة سنة (٤٦١) كما انهار ذلك الرباط ومكتبته وأصبحا خرابا.

<<  <  ج: ص:  >  >>