وكانت التعليمات التى تلقاها أحمد بك من مقام الخلافة عندما جددت مهمته تشمل زخرفة الأماكن المناسبة من المسجد الحرام بالخطوط النفيسة المذهبة، وبناء على ذلك أمر بكتابة اسم الجلالة واسم الرسول وأسماء الخلفاء الراشدين على طلاء الجدار الشرقى من الداخل، بسمك أربعة أصابع بحروف جلية ونفيسة بعد إتمام عمليات المسجد الحرام، كما أمر بكتابة الآيات المناسبة على الجدران بين العلامتين الخضراوين، وهكذا زخرف داخل المسجد الحرام وخارجه كما أمر بكتابة الآيات الخاصة بأبواب المسجد فوق عقود الأبواب، واسم الله واسم نبى الله وأسماء الخلفاء الراشدين أعلى الأعمدة التى تقع فى الصف الأول من الساحة الرملية. وكتب تلك الكتابات بخط جميل نفيس وزخرفت بالذهب، وقد نظمت الكتابة بطريقة بديعة بحيث كتب أعلى كل عمود خامس اسم النبى صلى الله عليه وسلم.
ولم يسع الذين شاهدوا تلك الزخارف إلا أن يعترفوا بأن المسجد الحرام لم يزين فى أية مرة عند تعميره وتجديده كما زين هذه المرة، وفى هذه المرة قد عمّرت رمّمت المآذن التى فى باب عمر وباب الوداع بشكل جميل، يسرّ الناظرين، وقد حفر أحمد بك خارج جدران المسجد الحرام الجنوبية بإنفاق مبالغ طائلة، وذلك قبل هدم جدران الحرم الشريف الجنوبية والغربية، وذلك لتوسيع مجرى السيل لأن مجرى السيل قد امتلأ مع مرور الزمن وارتفعت أرض المجرى إلى الدرج الثانى عشر للأبواب الجنوبية؛ لذا كان الدخول فى الحرم الشريف يتم عن ثلاثة أدراج.
وإن كان من المستحيل ألا يملأ السيل المجرى ويخربه إلا أنه كان يتم حفر المجرى وتعميقه كل عشر سنوات، ونقل ترابه إلى خارج المدينة وكان ذلك من