فى تلك المكتبة (٣٥٥٣) كتابا أرسلت من قبل السلطان عبد المجيد، ويتولى أمانة هذه الدار الشيخ محمود أفندى من مدرسى الحرم الشريف يعاونه رفيقان من الموظفين.
وإن كان للصدر الأعظم الأسبق محمد رشدى باشا الشروانى (١٣٦٢) مجلدا من الكتب تحت حفظ أمين المكتبة محمد رشدى الداغستانى وسيد على، إلا أن هذه الكتب مودعة فى مدرسة خاصة فى مواجهة الحرم الشريف.
وتقع دار التوقيت فى اتصال السلم الذى فى داخل الحرم الشريف، ويدخل فيها من هذا السلم وقد بنيت مبانى دار التوقيت، فهى تحت الرواق وفوق دكة النساء وعلى بعد مترين من جدار الحرم الشريف، وقد أسس على شكل شبه منحرف وعلى هيئة غاية فى الجمال.
ولدار التوقيت ثلاث نوافذ ويبلغ عرض كل واحدة منها مترا وطولها مترين، وقد فتحت إحداها بثقب جدار الحرم الشريف، وترى منها مدرسة الخاصكية، وفتحت نافذتان منها، ينظر منها إلى كعبة الله من داخل الحرم الشريف، فالذين يمرون بالمسعى يضبطون ساعاتهم ناظرين من النافذة التى تواجه مدرسة الخاصكية، والذين فى داخل الحرم الشريف يضبطونها ناظرين من النافذتين اللتين فى ناحية كعبة الله.
إن حجر التاريخ القديم الخاص بدار التوقيت قد وضع فوق النافذة التى تطل على شارع المسعى، وقد جددت زخرفته وألوانه كما جددت زخرفة وألوان حجر التاريخ الذى وضع فوق باب المكتبة.
بما أن ألوان طلاء الرواق المطل على الساحة الرملية قد محيت وتعذرت قراءة خطوطه، وبذلك قبح منظره داخل الحرم، وذلك عند تعمير وإصلاح أعمدة القباب التى فى ناحية باب العمرة وباب إبراهيم زيادة وباب على، ولتغيير هذا المنظر جدد طلاء الرواق وأسماء الجلالة التى بين الرواقين مع الخطوط الكائنة فى