سعيكم فى وضع الميزاب الجديد ومستلزماته فى أماكنها، وذلك فى احتفال عظيم يحضره العلماء الصالحون والأشراف والأتقياء وأطفال المسلمين، وحسب العادة يتلون القرآن الكريم ويختمونه، ثم يتوجهون إلى الله ضارعين داعين لانتصار جيوشنا فى البر والبحر، وخذل أعدائنا اللئام وعندما يصل إلى مينائى جدة ينبع من مصر القاهرة ما أنعمنا به من الغلال والخيرات وما تقرر إرساله من جانبنا من صدقات ونذور، تحت وصاية أمير أمراء الحبشة المالى، وأميرنا الموثوق به عليكم أن تبذلوا كل الهمة لاستلامها، ونقلها على ظهور الجمال إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحسن توزيعها على فقراء الحرمين حتى تنتظم معيشتهم ويستقرون وأرجو أن تبذلوا سعيكم لترميم بيت الله، وإتمامه على النحو الذى سبق توضيحه.
ولما أنكم نلتم رضانا أكثر من أجدادكم الكرام، ونالت أعمالكم استحساننا على ما أوفى إلينا رجالنا الموثوق بهم، فاستوجب كل هذا الثناء عليكم، وأملنا أن تظلوا راعين جانبنا خاضعين لنا كأجدادكم العظام، وأن تعملوا دائما على بذل الجهد لخير دولتنا، وإذ فاض كرمنا نحوكم رأينا أن نرسل لكم خلعتين فخمتين إحداهما من السمور، وهى خلعة فخمة عظيمة يحملها مع رسالتنا السلطانية قدوة الأماجد والأكارم مصطفى أغا من المسئولين عن مطابخنا دام مجده.
وعندما تصل هذه الأشياء عليكم أن تلقوها بكل عناية، وأن تلبسوا الخلعتين بكل فخر مظهرين خضوعكم وصداقتكم لدولتنا، وفق ما جبلتم عليه أبا عن جد، وأن تضعوا لوح الميزاب المبارك فى مكانه فى ساعة مباركة ميمونة، وأن ترسلوا إلينا بالميزاب القديم لنحتفظ به تبركا، وبناء على عاداتكم المرضية أن تداوموا مع الأشراف والعلماء وعامة الصلحاء بالدعاء لاستمرار دولتنا عزيزة قوية، وأن تعتنوا برعاية الحرمين الشريفين وصيانتهما بكل دقة وعناية حتى تنالوا رضانا التام، واحترامنا الموفور». انتهى.
وبعد تحويل الميزاب الشريف إلى الفضة بإحدى وستين سنة، بدله المرحوم السلطان أحمد خان من فضة مزخرفة بذهب خالص، وبعد ذلك باثنين وعشرين عاما زخرفه وزينه من جديد، وبعد مرور مائتين واثنين وستين عاما جدده