ومن الحق بعيد من كذب على الآل ... ومن غصين لا يثمر حتى الثمر محال
إن الضال بخداعه لا يفلح ... والحجر الأسود ياقوتا لا يصبح
«عن فرح الروح» إن لبس الملابس والاعتمام بسود العمائم كان قبل عهد الخلافة بزمن طويل ويقول المؤرخون إن على بن أبى طالب والحسن - رضى الله عنهما - وكثير من وجهاء القوم كانوا يكتسون سود الثياب، كما أن عثمان بن عفان كان يكتسى ثيابا سودا يوم استشهاده، كما يروى أن على بن أبى طالب قد ألقى خطبة بليغة وهو لابس ملابس سوداء ومعتم بعمامة سوداء.
وكان عبد الله بن الزبير يقيم العمامة سوداء حينما كان يخطب، كما أن أنس بن مالك وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر «رضى الله عنهم» كانوا يلبسون جببا وعمائم ومناديل الرأس السوداء.
كما أن ابن المسيب كان يرتدى فى أيام الأعياد ملابس سوداء، ويعتم بعمامة سوداء أيضا، كما أن عبد الله بن عباس كان يلبس ملابس سوداء ويعتم بعمامة سوداء أيضا حينما يجلس فى ملجس تلقى العلوم.
ورد فى الخبر أن جبريل - عليه السلام - أتى يوما أمام النبى صلى الله عليه وسلم بملابس وعمة سوداء. وقد أظهر النبى - صلى الله عليه وسلم - عجبه له قائلا: ما هذه الصورة؟ فإنى إلى الآن لم أكن قد رأيتك من قبل بهذه الملابس السوداء! فقال له إن هذه الهيئة هى زى أولاد ابن عمك عباس الذين سيعتلون كرسى الحكم فسأله ثانية هل هم على حق؟ فرد عليه قائلا: نعم. فدعا لهم قائلا «اللهم اغفر للعباس».
وكان هذا الأمر سبب آخر لارتداء العباسيين الملابس السوداء إذ قال النبى - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس بن عبد المطلب وزوجته أم الفضل «يبدو أن أولادكم