فوق جبل الفا، حيث أن الجبال المذكورة غير منفصلة بل هى سلسلة من الجبال يتصل كل منها بالآخر.
وبالنظر إلى تعريف الأزرقى فإنه يلزم أن يكون اسم الجبل المقابل لجبل «أبى قبيس» قعيقعان ولما انتهى إليه تدقيق صاحب معجم البلدان وتحقيقه أنه يقتضى العثور على اسم جبل يظهر من قمته مسافة المسجد الحرام جليا.
وعلى هذا التقدير فإن الاسم الأصلى لجبل «جزل» قعيقعان، ولما كان أقرب من ناحية الغرب من طائفة «جزل» التى تنصب خيامها فوق الجبل المذكور عند ترددهم إليه من حين إلى آخر وتقيم به فترة للاستراحة أطلق عليه اسم «جبل جزل».
والبقعة المشرفة للكعبة المكرمة قصر عزة الملك العلام، وقبلة قبائل الإسلام تقع وسط المدينة المقدسة التى أسهبنا فى تعريفها، كما تتوسط المسجد الحرام دائرة الفيوضات الإلهية، وتحيط بالموضع المقدس وتحده مجموعة من البيوت والمنازل العالية الرصينة الأركان وسلسلة الجبال سالفة البيان.
إن البيت المعظم قد بناه الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل-عليهما-صلوات الله الجليل-صدعا بالأمر الإلهى المشرف فى البقعة التى لا مثيل لها ولا نظير، حسبما سنوضح ونعرف به فى الصورة الخامسة من الوجهة الثانية، ويقال إن بناءها تم فى المحاولة الأولى وعلى قول فى المحاولة الرابعة. وبعد أن انتهى من بنائه دعوا جميع الخلق إلى الطواف حوله وزيارته.
إن أغلب العرب المنتسبين إلى السلالة التى ينتهى إليها نسب إسماعيل-عليه السلام-عكفوا على أداء فريضة الحج كل عام بعد وفاة إسماعيل-عليه السلام- ووالده خليل الرب الجليل، وبذلوا جهدهم لأداء الفرائض الأخرى، ورأوا أن أداء مثل هذه الأمور الشرعية والواجبات الدينية فرض عليهم.