للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤٤) أوقد معاوية العدد الكافى من القناديل، ومد تلك القناديل بالكمية الكافية من زيت الزيتون وأصبح هذا عادة.

بعد إحدى وثلاثين سنة من ذلك ركز عبد الملك بن مروان بالقرب من بئر زمزم عمودا، وعلق عليه قنديلا كبيرا لينير المطاف للذين يطوفون بالبيت ليلا.

بعد ما وضع معاوية بن أبى سفيان نظام إيقاد القناديل، أعطى أرطال من الطيب لتعطر كعبة الله عقب كل صلاة، وأبقى ابن الزبير على هذا النظام، إلا أنه استصوب أن تعطر الكعبة فى الأيام العادية برطل من الطيب، وفى أيام الجمع برطلين.

لم يوقد قنديل ولم ينصب عمود واحد حول المطاف الشريف إلى عصر الواثق بالله العباسى، وفى سنة (٢٣١ هـ‍) نصبت عشرة أعمدة خشبية وعلقت ما بين الأعمدة ثمانية مصابيح كبيرة، ومنذ ذلك التاريخ أضيئت الجهة الداخلية للمطاف. وفى (٧٢٠ هـ‍) قد زيدت تلك الأعمدة إلى (٣٢) عمودا وبلغت القناديل التى تعلق بينها إلى (١١٦) قنديلا، وبعد تسع وعشرين سنة قد بدلت جميع هذه الأعمدة بالأعمدة الحجرية، وإن كانت ريح شديدة هبت فى سنة (٧٥٠ هـ‍) وأسقطت جميع الأعمدة التى حول المطاف وحطمتها قطعا إلا أنها جددت وبعد مرور وقت قصير قد بدلت بأعمدة من نحاس أصفر، وحتى تحفظ تلك الأعمدة من مياه الأمطار التى قد تظهر فيما بعد مد بين الأعمدة أربطة حديدية سميكة لتعلق عليها القناديل أيضا. وفى سنة (١٢٧٠ هـ‍) أوصلها السلطان الغازى عبد المجيد خان بن السلطان الغازى محمود خان إلى (٣٥) (١) عمودا وعدد القناديل (٢١٠) وعلق فوق حدائد القباب من أولها لآخرها قناديل (٢) مثل الأنجم على أن توقد فى خلال موسم الحج وليالى رمضان وإحياء الليالى المباركة.


(١) واليوم عمود من تلك الأعمدة من النحاس الأصفر وثلاثة منها من الرخام الأبيض.
(٢) قد جدد سلاسل هذه القناديل برقوق المصرى من ملوك الشراكسة فى سنة ٨٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>