قد استصوب أداء أئمة المسجد الحرام على الوجه المذكور فى خلال سنة (٧٩٠ هـ) ومع هذا عند اتخاذ هذا النظام للصلاة أخذ أئمة المذاهب الأربعة أداء صلاة المغرب معا، وكان الناس يقتدون بالأئمة الأربعة فى جهات الحرم الشريف الأربع، فأخذت الأصوات تختلط مع بعضها مما قد يؤدى إلى فساد الصلاة.
وقال بعض من خيار العلماء إذا ما ترك نظام أداء صلاة المغرب مؤقتا بالأئمة الأربعة فى وقت واحد أحسن، وحاول بهذا أن يقضى على النظام الغير المعقول، لذا وضع الملك الناصر فرج نظام أداء صلوات المغرب بإمام واحد فقط، وبعد ما استمر هذا النظام ما يقرب من إحدى عشرة سنة اختل، ولا سيما فى سنة (٨١٦ هـ) أخذ أئمة المذاهب الأربعة يؤدون الصلوات فى وقت واحد وفى النهاية وضعوا النظام الحالى، والآن تؤدى صلاة التراويح فى أماكن مختلفة قد تصل إلى أربعين أو خمسين موقعا مع أئمة مختلفة يؤمون جماعات مختلفة، وكان هذا النظام مما يؤذى شعور الناس، إلا أنه قد اتخذ حكم العادة ومن الصعب حمل الناس على تركها.
والجماعات التى تصلى التراويح يسلم بعضهم بعد ركعتين، وبعضهم بعد أربع ركعات، ويطوفون بالبيت بعد السلام، ثم يبادرون لأداء صلاتهم وبعضهم يصلون التراويح بدون طواف وتكاد الصلاة أن تفسد أحيانا باختلاط الأصوات بعضها مع بعض، إلا أن وجود فوانيس مختلفة الألوان أمام الأئمة يضيف للحرم الشريف رونقا وجمالا.
وبناء على الفهرس الذى أخذ من خزينة مديرية الحرم الشريف أردنا أن ندرج صورة منه فيما يأتى فللمقام الحنفى (٧٥) وللمقام الشافعى (٢٥) وللمقام المالكى (١٥) وللمقام الحنبلى خمسة أنفار من الخطباء والأئمة، وخدمة المسجد الحرام يبلغ عددهم ١٧٢ نفرا غير الأئمة والخطباء.