وقد أنفق فى عهد المتوكل بالله ثمانية آلاف، وفى عهد المهتدى ألف تسعمائة وتسعين مثقالا من ذهب.
مع أن جعفر بن فضيل ومحمد بن حاتم، قد اقتلعا هذه الألواح الذهبية وصنعوا بها عملة ذهبية، أنفقاها للمستلزمات الحربية فى فتنة إسماعيل العلوى.
إن الباب الذى يواجه الكعبة الشريفة لشبكة المظلة المذكورة قد ترك مفتوحا للزوار، ولم يغير أى جهة منها، كان من يرغب فى زيارته يستطيع زيارته ومسح وجهه وعينه بالحجر (المقام الشريف).
وقد ذكر أن الدعاء يستجاب بالقرب من المقام الشريف ولذلك كان أصحاب الحاجات يدعون الله ويناجون عارضين حاجاتهم وينالون أقصى مطالبهم عندما يدعون وباب الشبكة الذى يواجه الكعبة مفتوحا.
وكما أن الداعين بقلوب نقية لا يردون يائسين؛ لذا أخذ بعض المفسدين وذوى النيات السيئة يدعون ضد الأشراف والصناديد ووجهاء القبائل، كما ظهرت مساوئ أخرى، وحينما رأى ذلك شخص اسمه يوسف الذى حكم البلاد الحجازية واليمانية فترة من الزمان هدم تلك المظلة، وأدخل حجر المقام المبارك فى داخل قبة حديدية، ووضع مكان الشبكة الخشبية شبكة حديدية، وفى زماننا قد صنع فوق المقام الشريف صندوق من خشب شجرة الطرفاء، ويحيط بهذا الصندوق قفص حديدى، وذلك القفص تحت قبة حجرية، وتحيط بهذه القبة من جهاتها الأربعة شبكة حديدية، ولذلك الصندوق باب فى الجهة الشرقية، وهناك قطعة قماش مزخرفة بالذهب تحيط بهذا الصندوق، وكلما غيرت كسا الكعبة المفخمة الداخلية غيرت هذه الستارة أيضا.
وقد غير الملك الناصر محمد بن قلاوون المصرى الشبكة التى تحيط بالصندوق فى سنة (٧٢٨ هـ) وكتب على إحدى جهاتها اسمه.
وبعد اثنين وثمانين سنة وفى سنة (٨١٠ هـ) قد صنع سقف لطيف لداخل القبة، وكتب فى أحد أماكنه اسم صانعه وتاريخ صنعه.