الشرقية الشمالية لمكان يسمى لا شر، ويحدها شرقا بحر الفرس، وشمالا إقليم البصرة، وغربا نجد العارض، وجنوبا عمان وسكنتها من سلالة عبد قيس.
وبما أن الأنهار والعيون تكثر فى هذا الموقع تتزيّن أطراف أنهارها بأشجار الحنة والقطن والسوسن، وكل مكان يحفر فيه قدر ذراعين يخرج منه الماء، ومن يشرب ماءها تصفر ملابسه، وفى هذه البلاد فاكهة مختلفة ولا سيما البلح والأرز متوفران، والسكان يذهبون للتنزه فى الأيام الحارة للحدائق التى تبعد ما يقرب من ميل واحد. فى هذه البلاد رمال متحركة، والتى يطلق عليها بحار الرمال، وما يرى هناك اليوم جبال تراه فى يوم آخر أرضا منبسطة، وما كان اليوم معمورا تراه فى الغد خرابا.
والطريق الواسع الذى يبدأ من البحرين تطمسه الرمال فيستحيل السير فيه، لذا يذهب الناس ويأتون عن طريق البحر.
كان البرتغاليون قد استولوا على ممالك البحرين قديما والآن فى يد الشيخ «أبو شهر» ومع هذا فلا يطلق البحرين على الجزيرة فقط بل يطلق على الجزر الأخرى التى تحيطها، والتى يستخرج سكانها اللآلئ من البحر، وهناك إقليم يمتد إلى الغرب ويطلق عليه البحرين أيضا، وذلك لاتصال البحيرة التى بالقرب من الإحساء ببحر الفرس. انتهى.
بينما كان أبو سعيد يخرب القرى والبلاد لنشر مذهب الإلحاد ساق المقتدر بالله العباسى الذى كان خليفة فى تلك العهود عددا من الجنود بقيادة «عباس بن عمرو الغنوىّ» ليفرق جمع أبى سعيد. وانتصر أبو سعيد عليهم وأسرهم جميعا ثم قتلهم جميعا، وأبقى عباس حيا، وقال: يا عباس إننا القرامطة أناس نعيش فى الصحارى والفيافى ونقنع بالقليل لأنا لسنا طامعين فى الاستيلاء على البلاد، فإذا جمعت جميع جنودك وسقتهم على، أقسم بالله بأننى أنا المنتصر، إن جنودنا يتحملون المشاق ويعتقدون أن حياة الرفاهية حرام، قد تعود جنودكم على قضاء أوقاتهم فى راحة ورغد عيش والتّنعّم بما طاب من الطعام ولذ فى ظل الخليفة،