إلى القدس فرضا، وإضافة قولهم (أشهد أن محمد بن الحنفية رسول الله). كل هذه من جملة اعتقاداتهم الباطلة.
وبناء على ما جاء فى تاريخ نظام الملك بالتفصيل: إن طائفة القرامطة الحقيرة أينما ظهروا وأينما امتدت نار شقاوتهم وأينما حلوا فى الآفاق ظهروا بأسماء مختلفة، فمثلا عرفوا فى حلب ومصر ب «السبعية» وظهروا فى بغداد وما وراء النهر باسم «قرمطى»، وظهروا حول الكوفة باسم «مباركى» واستولوا على البصرة باسم «روندى، برقعى» وعلى الشام باسم «المبيضة» وذكروا باسم «سعيدى» عندما هجموا على أرض المغرب، والجنابى فى الإحساء والبحرين.
وفى أصفهان «الباطنية»، وأسماء «حرمية، بابكية ومحمرية» من الأسماء الخاصة بتلك الطائفة، وسبب تسميتهم بالحرمية لأنهم أحلوا المحرمات، و «بابكية» لأنهم اتبعوا أحد الخارجين الذى يسمى «بابك»، و «المحمرية» لأنهم ارتدوا ملابس حمراء فترة حينما اتبعوا «بابك».
والسبب فى عد القرامطة أنفسهم من الطائفة الإسماعيلية هو لعين اسمه «عبد الله بن ميمون» الذى كان من قرناء عبد الإمام محمد بن إسماعيل، والدنئ كان يسمى مبارك، وكان الإمام المذكور قد زار بغداد فى أيام هارون الرشيد.
وبعد ما مات الإمام محمد بن إسماعيل، أخذ عبده مبارك يتجول هنا وهناك حزينا مغموما، ويسكب الدموع حيثما حل، وكان مبارك هذا حريصا على أن يكتب بخط باربك فعرف بين أقرانه بقرمطى. وعرض عبد الله بن ميمون - سالف الذكر والذى كان من أفراد قبيلة أهواز - صداقته على مبارك، واستطاع أن يكسب ثقته بإظهار الصلاح والزهد ولازمه، بالتدريج استطاع أن يقنعه بأقواله.
وقال له يوما:«يا مبارك إن ولى نعمتك وسبب جاهك هو الإمام محمد بن إسماعيل كان صديقى الذى يطلعنى على جميع أسراره، ويطلع على جميع أحوالى، وكم أطلعنى فى حياته على كثير من الأسرار، وكم من علوم لقننى، هذا ما لا تعرفه أنت، ولا من كان متصلا به» وانخذع مبارك بأقوال عبد الله وصدقه، وطلب منه أن يعلمه تلك الأسرار والعلوم فعلمه حروفا معجمة،