ويروى أن هذا المكان المقدس جلس فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وقت وقوع معجزة شق القمر، وكل جهة من طولى ذلك المرتفع ثلاثون قدما، وكل جهة عرضية واحد وعشرون قدما، ويعرف هذا المصلى بمسجد شق القمر. «فتوح الحرمين»
وبين هذا المسجد سالف الذكر والمصلى حفرة كبيرة، ومما يشتهر بين العوام أنّ أكل راس شاة مشوى فى هذه الحفرة يمنع الصداع طوال العمر، وهذه القصة قد ترددت على ألسنة أهل مكة، إلا أنها لا أصل لها إن هذه الحفرة موقع مناجاة لأولياء الله، فالجنيد البغدادى، وإبراهيم ابن أدهم، وفريد الدين العطار وأمثالهم كانوا يعتكفون فيها، ويتعبدون أربعين يوما، وعلى قول أن أبا البشر وابنه شيث - عليهما السلام - مدفونان فى هذه الحفرة وهذا ما نقله بعض المؤرخين، طبقا لرواية أخرى أن قبر آدم - عليه السلام - كان بالقرب من مكن يعرف ب (غار كنن) بهذا الجبل، فأخذه نوح - عليه السلام - وحمله فى السفينة ثم أعاده إلى موضعه، وبناء على قول ابن كثير والثقاة من المؤرخين أن آدم مدفون فى الهند، ويقول الإمام الأزرقى أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف (عليهم السلام) مدفونون إما فى جبل أبى قبيس أو فى بيت المقدس إلا أن كل هذه الروايات اليست مبنية على سند يصدق.
هناك رواية تنقل أن آدم - عليه السلام - وابنه شيث مدفونان تحت مسجد الخيف، ويدعوان أن هذه الرواية أقوى الروايات المنقولة فى هذا الموضوع، ولكن مع هذا لا يمكن الحكم بصحتها.
اختلف فى المكان الذى أخذ منه التراب الذى خمر لتكوين قالب جسد - آدم عليه السلام - كما اختلف فى مكان قبره، وبناء على الأقوال التى يعتمد على صدقها ويوثق بها: أن التراب الذى شكل منه وجه آدم أخذ من تراب الكعبة العطر، وتراب صدره وظهره من بيت المقدس، وتراب فخذيه من أرض الحجاز، وتراب يديه الحكيمتين من أرض المشرق، وتراب ذراعيه من أرض المغرب، وتراب رأسه من بيت المقدس، وتراب بشرة رأسه وشعره من الجنة، وتراب