للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء على هذا الحديث الشريف فلا شبهة فى أن النبى صلى الله عليه وسلم سيشفع يوم القيامة المفزع للذين يشدون الرحال إلى المدينة المنورة لزيارته-عليه السلام-وقد نقل وروى أبو بكر بن المقرى فى «معجمه» مرفوعا عن ابن عمر-رضى الله عنهما-عن طريق مسلمة بن سالم الجهنى هذا الحديث.

وكل من يزور الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الحج بناء على الخبر الصحيح «من حج فزار قبرى بعد وفاتى كان كمن زارنى فى حياتى» (١) (حديث شريف) يكون كمن شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم فى حياته، وبناء على قول ابن الجوزى ينال أجر مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد روى هذا الخبر الإمام الطبرانى فى كتابيه «الكبير» و «الأوسط‍» عن زوجة الليث عائشة بنت يونس وعائشة عن زوجها الليث كما أنه رواه عن حفص بن أبى دواد القارى، وبما أن ابن الجوزى قد أخبر أن لفظة «صحبنى» من جملة كلمات هذا الحديث الشريف فلا شك فى أن الذين يوفقون فى أداء الحج وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يكونون قد زاروا الرسول صلى الله عليه وسلم فى حياته ونالوا شرف مصاحبته.

ومع ذلك فالذين يذهبون لأداء الحج ولا يزورون قبر الرسول بدون عذر شرعى يكونون قد جفوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا قد ثبت بالخبر الصحيح الذى رواه الدارقطنى عن طريق نعمان بن شبل وهو «من حج البيت ولم يزرنى فقد جفانى» (حديث شريف) وقد نقل وروى الحديث المذكور نعمان بن شبل عن الإمام مالك والإمام مالك عن نافع عن ابن عمر «رضى الله عنهما» مرفوعا.


(١) من طريق عائشة بنت يونس رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط‍ قال الهيثمى فى المجمع: «عائشة بنت يونس لم أجد من ترجمها».
مجمع الزوائد ٢/ ٤ ومن طريق حفص بن أبى داود رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط‍.وحفص بن أبى داود وثقه أحمد وضعفه جماعة من الأئمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>