ولا يرضى بهم. قلت: ما لنا داع بالمجتمع إننا لا نرجو إلا الحياة الآخرة التي فيها كل تكريم لكل عبد مؤمن، ولا نريد من الدنيا إلا العيش فيما يرضي الله. قال: يا ابني إنهم مشبوهون، إنني أراك على حق وهم على حق، ولكن المجتمع لا يرضى عنهم، إنني لا أمنعك من الجلوس في المسجد الذي يجاورنا، ولكن اللحية أهم شيء ثم أن لا تذهب إلى دروسهم في العلم ولا تخالطهم، وإن اعتكفت طول عمرك في المسجد الذي بجوارنا لا أمانع أبدا بشرط حلق اللحية، ثم خذ كتبك الدينية والمدرسية واجلس في المسجد الذي بجوارنا، ولا تتركه أبدا وأنا أرضى عليك في هذه الحال، وإنما إن كنت في هذا الحال فأنا لا أرضى عليك أبدا. قلت له: أرضى بما يلقيه علي المجتمع. قال: إنها شيء مشين في حق إخوانك. مع العلم أن إخواني بذلت كل ما في جهدي على أن أجعلهم من المصلين فأبوا، فكيف يكون هذا مشين في حقهم إذا كانوا مفرطين في طاعة الله، ولا يقبلون على المساجد أبدا؟ وإني خيرت بين طاعة والدي وطاعة الرسول وقلت: إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وإني قلت: أعطني مهلة خمسة عشر يوما أستفسر في الأمر. مع أنني أعلم أنه لا يجب أن أطيع مخلوقا في معصية الخالق. أرجو من فضيلتكم إفادتنا.