للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج: نحمد الله الذي هداك، ونسأله لك الثبات على الدين وحسن الاستقامة إنه سميع مجيب، وعليك بر والديك ومعاملتهما المعاملة الحسنة، وعدم رفع الصوت عليهما، ومحاولة خدمتهما فيما يحتاجان إليه. وأما ما يأمرك به والدك من حلق لحيتك فلا يجوز لك ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى (١) » متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، وإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة (٢) » متفق عليه. وأما تخوف والدك عليك من كلام الناس وازدرائهم لك إذا التزمت بالدين وجالست الصالحين، فأخبره بأن هذا الدين جعله الله امتحانا للناس، ليفوز من صبر وصابر برضاء الله وجنته، وقد أوذي أشرف الخلق وسيدهم وأحبهم إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم فعيروه بالجنون وبالسحر، ووضعوا عليه سلا الناقة، ورجموه بالحجارة، وضربوا أصحابه وعذبوا بعضهم ومات بعضهم تحت التعذيب، وصبروا على دين الله، وفي كل يوم يدخل شخص جديد الإسلام، حتى قوي المسلمون وانتشر دين الله وأعزنا الله بهذا الدين. وهكذا في هذا الزمن الذي أصبح الدين غريبا، وأصبح المتدينون مطاردين ومشردين تلصق بهم جميع التهم، فإنهم بصبرهم والتزامهم بهذا الدين ومصابرتهم على الأذى والاستهزاء والسخرية يعز الله بهم


(١) صحيح البخاري اللباس (٥٨٩٣) ، صحيح مسلم الطهارة (٢٥٩) ، سنن الترمذي الأدب (٢٧٦٣) ، سنن النسائي الزينة (٥٢٢٦) ، سنن أبي داود الترجل (٤١٩٩) ، مسند أحمد (٢/١٦) ، موطأ مالك الجامع (١٧٦٤) .
(٢) صحيح البخاري الأحكام (٧١٤٤) ، صحيح مسلم الإمارة (١٨٣٩) ، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٧) ، سنن النسائي البيعة (٤٢٠٦) ، سنن أبي داود الجهاد (٢٦٢٦) ، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٦٤) ، مسند أحمد (٢/١٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>