للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وميتا، أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما يشفع الله به، أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه، أو يرحمه أرحم الراحمين فمن أخطأته هذه العشر فلا يلومن إلا نفسه) (مجموع الفتاوى ١٠\٤٥) .

وقال الحافظ ابن رجب في أثناء شرحه لحديث: «الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار (١) » ما نصه: (فإذا كانت الحمى من النار ففي هذه الأحاديث السابقة أنها حظ المؤمن من نار جهنم يوم القيامة، والمعنى والله أعلم بمراده: أن الحمى في الدنيا تكفر ذنوب المؤمن ويطهر بها حتى يلقى الله بغير ذنب، فيلقاه طاهرا مطهرا من الخبث، فيصلح لمجاورته في دار كرامته دار السلام، ولا يحتاج إلى تطهير، وهذا في حق المؤمن الذي حقق الإيمان ولم يكن له ذنوب إلا ما تكفره الحمى وتطهره، وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بتكفير الذنوب بالأسقام والأوصاب وهي كثيرة جدا يطول ذكرها- إلى أن قال-: وقد


(١) رواه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أحمد ٥\٢٥٢، ٢٦٤، والطحاوي في (المشكل) ٥\٤٦٨ برقم (٢٢١٦) ، والطبراني ٨\٩٣ برقم (٧٤٦٨) ، والبيهقي في (الشعب) ١٧\ ٣٦٤ برقم (٩٣٨٣) (ط: الهند) وفي (الآداب) (ص ٣٩٤) برقم (١٠٦١) ، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) ٧٠\٢١٨ حديث رقم (١٤٨١٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>