عن سفيان، عن موسى، عن محمد بن قيس:{وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}(١) قال: كانوا قوما صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين يقتدون بهم لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر. فعبدوهم فابتدئ عبادة الأوثان من ذلك الوقت، فلما بعث الله نوحا بعد ذلك قالوا: لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا. . إلخ.
قال سفيان عن أبيه عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام. انظر (تفسير الطبري ج ٢٣ ص ٦٣٩) ، و (تفسير القرطبي ج ٩ص٣٠٧- ٣٠٨) ، و (تفسير ابن كثير ج ٤ص ٤٢٦) .
القول الثاني: المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الأصنام أسماء رجال صالحين من قوم نوح. روى، البخاري في (صحيحه) عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع، وهي أسماء ورجال صالحين من قوم نوح عليه السلام، فلما هلكوا أوحى