للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة، ولكن حدث لي ذات مرة أن تركت صلاة الجمعة مرتين متتاليتين، ونحن نعلم جميعا أن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلم (صلاتها في المسجد) وقد تركت صلاتها بدون عمد، كما لم يكن لسبب قهري، ثم بعد ذلك قرأت في بعض الكتب أنه من ترك صلاة الجمعة مرتين في أسبوعين متتاليين فهو بعيد عن الإسلام والمسلمين وقد كفر، وهذه الكتب لم أثق بها، ولا بمذاهب العلماء فيها، لذا لجأت إلى فضيلتكم لكي يطمئن قلبي؟

ج: من وجبت عليه صلاة الجمعة وتركها عمدا من غير عذر فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وأتى جرما عظيما، وقد عصى الله ورسوله، فيجب عليه المبادرة بالتوبة النصوح من هذا العمل السيئ، وعدم العودة لمثله وقد ورد في الأحاديث الصحيحة الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة من غير عذر شرعي، والتغليظ في تركها ومن ذلك ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: «لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم (١) » رواه الإمام مسلم في (صحيحه) والإمام أحمد في (مسنده) وما رواه أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما، أنهما سمعا النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين (٢) » رواه الإمام مسلم في


(١) صحيح البخاري الأحكام (٧٢٢٤) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٦٥٢) ، سنن الترمذي الصلاة (٢١٧) ، سنن النسائي الإمامة (٨٤٨) ، سنن أبي داود الصلاة (٥٤٩) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٩١) ، مسند أحمد (٢/٥٣٩) ، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٩٢) ، سنن الدارمي الصلاة (١٢٧٤) .
(٢) صحيح مسلم الجمعة (٨٦٥) ، سنن النسائي الجمعة (١٣٧٠) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (٧٩٤) ، مسند أحمد (٢/٨٤) ، سنن الدارمي الصلاة (١٥٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>