للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام كما هو موضح في السؤال

ج: يستحب إصلاح الطعام لأهل الميت، ويبعث به إليهم إعانة لهم وجبرا لقلوبهم، فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم؛ لما روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بسند صحيح، عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: لما جاء نعي جعفر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم (١) » .

أما ما ذكرته في السؤال من أن كل آت للعزاء يحضر معه ذبيحة مطبوخة حتى إنه يجتمع في اليوم الواحد من الذبائح ما يزيد عن الحاجة – فهذا العمل الزائد عن الحاجة خارج عن حد العمل المستحب شرعا، الذي وجه إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم –في قوله: «اصنعوا لآل جعفر طعاما (٢) » الحديث، وداخل في الإسراف والتبذير المنهي عنه شرعا، قال الله سبحانه: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (٣) ، وقال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (٤) {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} (٥) ، وقال ابن عباس (كلوا واشربوا والبسوا من غير إسراف ولا مخيلة) رواه البخاري


(١) سنن الترمذي الجنائز (٩٩٨) ، سنن أبي داود الجنائز (٣١٣٢) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٦١٠) ، مسند أحمد (١/٢٠٥) .
(٢) سنن الترمذي الجنائز (٩٩٨) ، سنن أبي داود الجنائز (٣١٣٢) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٦١٠) ، مسند أحمد (١/٢٠٥) .
(٣) سورة الأعراف الآية ٣١
(٤) سورة الإسراء الآية ٢٦
(٥) سورة الإسراء الآية ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>